![]()
يصوت سكان العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الخميس، في انتخابات بلدية، تمهيدًا لإجراء أول انتخابات وطنية مباشرة في البلاد منذ أكثر من خمسين عامًا.
وباستثناء انتخابات منطقة بونتلاند شبه المستقلة، ومنطقة أرض الصومال الانفصالية، أجرى الصومال آخر انتخابات مباشرة عام 1969، قبل أشهر من سيطرة الجنرال محمد سياد بري على السلطة في انقلاب عسكري.
الصومال يعتمد نظام الانتخابات غير المباشرة
وبعد سنوات من الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط بري عام 1991، تم تبني طريقة الانتخابات غير المباشرة عام 2004. وكان الهدف تعزيز التوافق بين القبائل المتنافسة في مواجهة حركة الشباب.
أول انتخابات مباشرة منذ 60 عاما في الصومال وسط تنافس مرشحين من 20 تنظيما سياسيا.. مزيد من التفاصيل مع مراسلنا من مقديشو pic.twitter.com/PgdF8c5Dvv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 25, 2025
وبموجب هذا النظام، ينتخب ممثلون للقبائل أعضاء البرلمان، الذين يختارون بعد ذلك الرئيس. ويتولى الرئيس بدوره مسؤولية تعيين رئيس بلدية مقديشو.
انتخابات مقديشو اختبار للأوضاع الأمنية
ويُنظر لانتخابات مقديشو، المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، والتي تحسنت الأوضاع الأمنية فيها خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من استمرار وقوع هجمات يشنها مسلحو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، على أنها بمثابة اختبار قبل إجراء انتخابات مباشرة على المستوى الوطني.
وقال عبد الشكور أبيب حير، عضو لجنة الانتخابات الوطنية، إن نحو 1605 مرشحين سيتنافسون اليوم الخميس على 390 مقعدًا بالمجالس المحلية بمقديشو. وسيختار هؤلاء الأعضاء بعد ذلك رئيسًا للبلدية.
وأضاف: “هذا يظهر أن الصومال يقف على قدميه ويمضي قدمًا، وبعد الانتخابات المحلية سيتم إجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد”.
تحديات الانتقال للنظام الانتخابي المباشر
وأعاد قانون صدر عام 2024 حق الاقتراع العام قبل الانتخابات الاتحادية المتوقعة العام المقبل. ومع ذلك، توصل الرئيس حسن شيخ محمود في أغسطس/ آب إلى اتفاق مع بعض قادة المعارضة ينص على أنه بينما سيتم انتخاب النواب مباشرة في عام 2026، سيظل البرلمان هو من يختار الرئيس.
وتقول أحزاب معارضة إن الانتقال سريعًا لتطبيق نظام انتخابي جديد من شأنه أن يعزز فرص إعادة انتخاب محمود.
ويتساءلون كذلك عما إذا كانت البلاد آمنة بما يكفي لإجراء انتخابات شاملة نظرًا لسيطرة حركة الشباب على مساحات شاسعة من المناطق الريفية، فضلًا عن أنها تشن غارات بشكل متكرر على مناطق سكانية رئيسية.
