![]()
اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الثلاثاء، أن كل العصابات المحلية في قطاع غزة التي دعمتها إسرائيل خلال أشهر الحرب الأخيرة على أمل أن تشكل تحديًا لحركة حماس قد “تفككت”، لافتة إلى أن الحركة لا تزال الجهة الوحيدة في القطاع القادرة على الحكم هناك بعد إعلان وقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، قولها: إن “العصابات المحلية التي دعمتها تل أبيب خلال المراحل الأخيرة من الحرب، على أمل تحدي حكم حماس، قد تفككت، أو تم القضاء على أعضائها أو إبعادهم من الساحة”.
ميليشيات محلية في غزة
وخلال أشهر الحرب، أفادت تقارير حكومية وحقوقية وإعلامية أجنبية بأن إسرائيل شكلت عصابات محلية ودعمتها بالسلاح وعملت تحت حماية الجيش وفي مناطق سيطرته، على نهب وسرقة المساعدات الشحيحة التي كانت تصل القطاع، كما بثت الفوضى فيه.
وعقب سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة في بيان، فتح باب العفو لأفراد العصابات “غير المتورطين بالدماء وذلك لتسوية أوضاعهم”، كما لاحقت عددًا ممن رفضوا تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وبحسب ما جاء في تقرير “هآرتس” فإن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأن حماس أعادت فرض سيطرتها على مؤسسات الحكم في غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
“حماس تسيطر على غزة”
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن تل أبيب “لا ترى أحدًا في غزة قادرًا على تولي زمام الحكم من حماس”.
وأوضحت أن الجيش كان يتوقع انطلاق “احتجاجات” من فلسطينيين بغزة ضد حكم حماس “نظرًا لظروفهم المعيشية الصعبة”، إلا أن ذلك لم يحدث، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن “حماس تسيطر على غزة على المستوى البلدي، بينما شغلت مناصب رئيسية في المكاتب الحكومية بهدف استعادة السيطرة”.
وأردفت الصحيفة: “تعمل شرطة حماس دون عوائق لاستعادة النظام، بل إنها بدأت قمع المجرمين الذين يستغلون محنة النازحين في غزة”.
وبجانب ذلك، لفتت “هآرتس” إلى أن “حماس تُجري أعمال تنظيف للطرق وإصلاح للبنية التحتية، لكنها تُكافح لبدء عملية إعادة إعمار جادة تتطلب مشاركة دول مُستعدة لتغطية التكاليف المُقدرة بعشرات مليارات الدولارات”، وفق قولها.
وذكرت أن كثيرًا من النازحين لم يعودوا إلى أماكن سكنهم في غزة والشمال، حيث ما زالوا ينتظرون جنوبي القطاع ليتأكدوا “من انتهاء الحرب فعليًا، إضافة إلى معاناتهم ماليًا بسبب التكاليف الباهظة للانتقال جنوبًا أثناء القتال، أو لعدم وجود منازل يعودون إليها”، وفق الصحيفة.
وبشأن معبر رفح الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ مايو/ أيار 2024، أشارت “هآرتس” إلى أن “القادة السياسيين الإسرائيليين أمروا بعدم فتح معبر رفح إلى مصر في هذه المرحلة، فيما تم تعليق المحادثات مع مصر بشأن هذه القضية للضغط على حماس للإفراج عن جميع جثث الأسرى القتلى”.
وسلمت حماس منذ سريان الاتفاق 20 أسيرًا حيًا، ورفات 14 أسيرًا من أصل 28 معظمهم إسرائيليون، فيما تقول إنها بحاجة لمزيد من الوقت ولمعدات وآليات ثقيلة لانتشال الجثامين المتبقية من تحت الأنقاض.
