أكد التمسك بالرد الدبلوماسي.. الشيباني: نسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل

أكد التمسك بالرد الدبلوماسي.. الشيباني: نسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل

Loading

أكّد وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، خلال جلسة حوارية في “معهد تشاتام هاوس” في لندن الخميس، أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل وتحاول الرد بالدبلوماسية على انتهاكاتها المتواصلة في أراضي بلاده.

ووصل الشيباني إلى لندن الأربعاء، في إطار زيارة رسمية غير محددة المدة، لإجراء مباحثات مع مسؤولين بريطانيين، وفق بيان سابق لإدارة الإعلام في وزارة الخارجية السورية.

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن مطلع الأسبوع الجاري، ولقائه بنظيره الأميركي دونالد ترمب.

تفادي التصعيد مع إسرائيل

وذكر الشيباني أن “إسرائيل تلعب حاليًا دورًا سلبيًا في سوريا، وهي غير راضية عن التغيير الذي حصل”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأضاف: “واصلت (إسرائيل) انتهاكاتها في الأراضي السورية، لكننا لم ننجر للاستفزاز وحاولنا الرد بالدبلوماسية”.

وأكّد الشيباني: “لا نريد أن نكون طرفًا في أي حرب بالوكالة، ونريد الهدوء، والتركيز على الداخل وعدم الدخول في صراعات إقليمية، ونسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل وتبديد مزاعمها بالتعرض للتهديد”. وأضاف: “نحن نعمل على إعادة بناء سوريا، وننظر لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل في هذا الإطار”.

وتصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، رغم تأكيد دمشق التزامها باتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتي أعلنت تل أبيب انهيارها.

وشن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية منذ الإطاحة بالأسد، وقتل مدنيين ودمر مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.

وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وتجري دمشق وتل أبيب بوساطة أميركية مفاوضات للتوصل إلى اتفاق امني.

إزالة عقوبات قيصر “مسألة وقت”

وعن علاقات بلاده مع القوى الغربية، أشار الشيباني إلى أن زيارته برفقة الشرع إلى واشنطن “كانت ناجحة جدًا وركزت على كل الملفات”.

وأوضح أن “العلاقات مع الولايات المتحدة تسير بشكل جيد جدًا”، معتبرًا أن إزالة “عقوبات قيصر” بالكامل عن بلاده “مسألة وقت”. 

وتوقع أن تُزال جميع العقوبات بنهاية العام الحالي، قائلًا إن ذلك “سيؤدي إلى فتح باب فرص الاستثمار المتعددة والواسعة في جميع القطاعات”. 

والإثنين، أفادت وزارة الخزانة الأميركية بشأن عقوبات “قانون قيصر” على سوريا، بأنه “في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، علق وزير الخارجية ماركو روبيو جزئياً تطبيق عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يومًا، لإثبات التزامنا بتخفيف العقوبات على سوريا”.

وشدد الشيباني على أن إعادة فتح سفارة بلاده في لندن تهدف لخدمة مصالح السوريين، مؤكدًا أن “سوريا لم تعد دولة هامشية بل مهمة لكل دول العالم”.

وفي وقت سابق الخميس، أعادت سوريا افتتاح سفارتها في لندن بعد 13 عامًا من الإغلاق، وذلك في إطار زيارة يجريها الشيباني إلى بريطانيا.

علاقات واقعية مع روسيا

وعن علاقة بلاده مع موسكو، قال الشيباني: “نبني علاقات واقعية مع روسيا، ولا نريد أن تكون متحكمة في سوريا كالسابق كما لا نريد استعداءها”. وأضاف: “لا نرغب بأن نكون طرفًا في أي قطب، ونعمل على بناء علاقات جيدة وشراكات مع الجميع”.

وفي 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أجرى الشرع أول زيارة إلى روسيا منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، عقب سقوط نظام بشار الأسد.

وفي الشأن الداخلي، أكد الشيباني التزام الحكومة السورية بالمسار الانتقالي وبناء دولة مدنية حديثة. وقال: “نعمل على توفير مناخ سياسي صحي ونؤسس لمشاركة الجميع، فسوريا دولة جمهورية تعتمد على الانتخابات، وستكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية بمشاركة جميع السوريين”.

وعن الأحداث التي جرت بمحافظة السويداء والساحل، قال الشيباني إن لها “سياقات مختلفة وشكلت تحديات كبيرة للحكومة”، مضيفًا أن “أحداث الساحل كانت مفتعلة من فلول النظام ونحن لا نقبل التجاوزات التي ارتكبت (..) نحاول أن نساعد السويداء على المستويات كافة وأوصلنا 70 قافلة مساعدات إلى هناك”.