![]()
تواجه المرشحة الشيوعية المعتدلة جانيت خارا منافسها اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في تشيلي، بعد تصدرهما الجولة الأولى التي جرت الأحد وهيمنت عليها المخاوف بشأن الجريمة.
وحصلت مرشحة ائتلاف يسار الوسط الحاكم على 26,71% مقابل 24,12% لكاست، وفق نتائج رسمية بعد فرز نحو 83% من الأصوات. ومن المقرر إجراء الجولة الثانية للانتخابات في 14 ديسمبر/ كانون الأول.
وأغلقت مراكز التصويت أبوابها عند الساعة 18:00 (21:00 بتوقيت غرينتش) بعدما استقبلت أعدادًا غفيرة من الناخبين الـ15,6 مليون الذين دُعوا للتصويت وفرضت عليهم إلزاميته للمرة الأولى.
جانيت خارا تتصدر انتخابات الرئاسة في تشيلي
وإذا واصلت خارا تقدمها، فستصبح أول مرشحة من الحزب الشيوعي في البلاد تصل إلى جولة إعادة في انتخابات الرئاسة.
ومن جهته، أقر النائب اليميني المتطرف يوهانس كايزر الذي كان الأقرب بنتائجه إليهما، بخسارته.
وبعد تصدرها النتائج، ناشدت خارا الأحد المواطنين عدم السماح للجريمة المتزايدة بدفعهم إلى أحضان اليمين المتطرف في جولة الإعادة في ديسمبر.
وقالت: “لا تسمحوا للخوف بأن يقسي قلوبكم”.
أما كاست فقد تعهد بعد حلوله ثانيًا بفارق ضئيل عن خارا “بإعادة بناء” تشيلي بعد أربع سنوات من حكم يسار الوسط.
وهيمنت هذه القضايا المتعلقة بالقانون والنظام على البرنامج الانتخابي وهو ما يمثل ابتعادًا كبيرًا عن موجة التفاؤل إزاء اليسار وآمال صياغة دستور جديد التي أوصلت الرئيس الحالي جابرييل بوريتش إلى السلطة.
وستواجه خارا معركة شاقة حيث ترجح استطلاعات الرأي فوز تيار اليمين في ديسمبر/ كانون الأول، ومن المتوقع أن تتحد القوى المحافظة حول كاست مؤسس الحزب الجمهوري اليميني المتطرف.
وخاض السباق ثمانية مرشحين، لكن كان يُشترط الحصول على نسبة 50% زائد صوت واحد لفوز أحدهم بشكل مباشر.
“ترمب التشيلي”
ويمنع على اليساري الوسطي غابرييل بوريتش الذي أصبح قبل أربعة أعوام أصغر رئيس لتشيلي عن عمر 36 سنة، أن يترشح لولاية ثانية متتالية.
وحقق بوريتش خلال ولايته بعض التقدم في مكافحة الجريمة، إذ انخفض معدل جرائم القتل بنسبة 10% منذ عام 2022 ليصبح 6 لكل 100 ألف شخص.
غير أنّ التشيليين ما زالوا قلقين من تصاعد العنف الإجرامي، ويعزون ذلك إلى وصول عصابات من فنزويلا ودول أخرى في أميركا اللاتينية.
وتعهد كاست الذي يُعرف بـ”ترمب التشيلي” وضع حد للهجرة غير النظامية عبر تشييد جدران وأسوار وحفر خنادق على طول الحدود الصحراوية مع بوليفيا، وهي نقطة العبور الرئيسية للآتين من الدول الفقيرة الواقعة إلى شمال البلاد.
ووعد كاست، وهو أب لتسعة أولاد، مؤيديه بأن “الثالثة (ستكون) ثابتة”، بعدما خاض الانتخابات الرئاسية مرة أولى عام 2017، وفي 2021 حين خسر أمام غابرييل بوريتش.
وبعد الإدلاء بصوته في أحد مراكز العاصمة، قال كاست: “نحن بحاجة لرصّ الصفوف لمواجهة المشاكل… المرتبطة بالأمن”.
وقبل الانتخابات، حدّد كاست زعيم الحزب الجمهوري مهلة لـ337 ألف مهاجر غير نظامي لبيع ممتلكاتهم والعودة إلى ديارهم، تحت طائلة الترحيل وخسارة كل ما يملكونه في حال فوزه.
وفي حال فوزه، سيصبح كاست أول رئيس من اليمين المتطرف منذ الديكتاتور أوغستو بينوشيه الذي حكم البلاد بين العامين 1973 و1990.
المرشحة الشيوعية جانيت خارا
أما خارا، فقد انضمت إلى الحزب الشيوعي وهي في الرابعة عشرة، لكنها خاضت الحملة الانتخابية كمرشحة معتدلة، مستندة إلى سجلّها الإصلاحي أثناء توليها سابقًا وزارة العمل، حين خفّضت عدد ساعات العمل الأسبوعية من 45 إلى 40، ورفعت الحد الأدنى للأجور.
وتعهدت خارا بضمان أن “يكون في إمكان كل عائلة تشيلية تأمين مصاريفها بسهولة حتى آخر الشهر”.
وأكدت المرشحة اليسارية بدورها أنها لا تعاني من “أي عقدة في مجال الأمن”، مدافعة خصوصًا عن رقابة مشدّدة لتدفقّات الهجرة، لكنها قالت بعد إدلائها بصوتها في سانتياغو إن “تأجيج المخاوف لا يكفي لحكم بلد ما”.
واعتمدت تشيلي هذا العام إلزامية التصويت للمرة الأولى منذ 2012، ما أضاف قرابة خمسة ملايين ناخب.
وبالإضافة إلى اختيار رئيس جديد، اقترع الناخبون لاختيار أعضاء في مجلس النواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ.
