انقطع التيار الكهربائي عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة، مساء اليوم الخميس، جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، في ظل عدم سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي بإدخال الكميات المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويأتي انقطاع الكهرباء في وقت يشهد فيه المستشفى تزايدًا في أعداد المرضى، لا سيما الحالات الحرجة، ما يفاقم من خطورة الوضع الصحي للمرضى.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى أنّ المولدات الكهربائية توقّفت عن العمل بشكل كامل بعد استهلاك آخر كميات الوقود المتوفّرة، ما عطّل القدرة على تشغيل أقسام المستشفى، ووقف جميع العمليات الجراحية المجدولة في مختلف التخصّصات.
فيما قرّرت إدارة جمعية العودة الصحية والمجتمعية (الجهة المشغلة للمستشفى) الإبقاء على تقديم الخدمات الطبية في أقسام الاستقبال والطوارئ، والنساء والتوليد فقط، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات المُنقذة للحياة.
بدورها، حذّرت إدارة مستشفى العودة من أنّ استمرار انقطاع الكهرباء يُشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى، خاصة في أقسام العناية المُركّزة، والأطفال، وغرف العمليات، مطالبة المنظّمات الدولية والهيئات الإنسانية بالتدخّل العاجل والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال الوقود اللازم لضمان استمرار الخدمات الطبية.
ويُعدّ مستشفى العودة من المؤسسات الطبية الخاصّة التي تُقدّم خدماتها لعشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، ورغم الإمكانات المحدودة بسبب الحصار الإسرائيلي وحرب الابادة الجماعية وتعرّضه للاستهداف لأكثر من مرة.
تفاقم الأزمة الصحية
ويأتي هذا التطور الخطير وسط أزمة إنسانية وصحية متفاقمة يُعانيها القطاع الصحي في غزة، نتيجة النقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية.
وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران أنّ “معظم المستشفيات في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي، مع استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع دخول المعدات والأجهزة الطبية”.
وأشار الدقران في حديث إلى التلفزيون العربي، إلى أنّ “نسبة العجز في الأدوية الأساسية بلغت 52%، فيما وصلت نسبة النقص في المحاليل والأجهزة المخبرية إلى 59%، أما المستلزمات الطبية فقد نفد منها أكثر من 70%”.
ويمنع جيش الاحتلال دخول الأجهزة الطبية الضرورية إلى قطاع غزة، كما يمنع إعادة ترميم المستشفيات التي دمّرها بالكامل، وعدد كبير من المرافق الطبية الأخرى التي خرجت عن الخدمة.
وتتنصّل إسرائيل من التزاماتها التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، ما فاقم معاناة الفلسطينيين، بينما تواصل قصفها على القطاع ما أدى إلى استشهاد 411 فلسطينيًا وإصابة 1112 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مساء الاثنين.
