![]()
(إبل الرحيل..) تستغيث..!
———–
المناقل الثانوية بنين( تنادي خريجيها)..
———–
تقرير /هاشم عبد الفتاح
تحسرت وحزنت.. كثيراً وتثاقل خطاي، وانا اتجول داخل (أسوار) مدرسة المناقل الثانوية للبنين، تلك المدرسة العريقة التى تأسست ضمن ثلاث مدارس في العام 1969 وهى (الكاملين والحوش والمناقل) حيث كانت مدرسة المناقل بمثابة (مشعل نور) في عموم منطقة غرب الجزيرة، وكانت أيضا مدرسة ذات بعد قومي واقليمي..وقد حرص أهل المناقل منذ ذلك التاريخ ان يدعموها بخيرة وابرز رجالها عبر مجلس للأمناء (الحاج أحمد محمد دفع الله، والحاج محمد احمد الهلالي، الحاج ابراهيم حمد وغيرهم) رحمهم الله جميعا..
نعم تجولت داخل سور هذه المدرسة بعد أن غادرناها منذ العام 1990.. وقفت وتاملت كثيرا أمام تلك (العنابر) والتي اضحت كمالاطلال بعد أن كانت (سكناً فسيحا)، تمازجت فيه ثقافات وعادات أبناء الريف الفقير مع تقاليد وتطلعات أبناء الافندية والرأسمالية فتشكلت تحت سقوفات هذه (الداخليات) لوحة من قومية وتعددية أهل السودان، وربما لا ينسى رفاق الدراسة والسكن في تلك السنوات (عنبر أبناء الجنوب)، والذين كنا نعرفهم فردا.. فرداً..بإعتبارهم طلاب وزملاء دراسة معنا.
في تلك اللحظات تنازعتني.. (اشجان) ومشاعر شتى .. ما بين حزن واسى.. وذكريات نبيلة فوقفت (مشدوهاً) أمام عنبر (البركل شرق) والذي كنت احد ساكنيه، ولكنه ربما أصبح الان ملاذاً ومتكاءً للعاملين بالمطاعم داخل (سور المدرسة) .. فتذكرت مجادلات الطالب المهرج (الفاضل عوض العليم ).. وطرائف (إبراهيم الثورة).. وصمت سرور آدم..
كل شى هنا قد تبدل تماماً. . وحتى قاعات (السفرة) الشهيرة والتي لطالما (رتعنا) من موائدها ايام كان الطلاب ينالون وجباتهم الغذائية كاملة وبالمجان ولكن ربما أصبحت هذه القاعات الان وفي ظل هجمة المستثمرين (عنابر للسكن ) بالايجار يذهب ريعها الي خزينة صندوق رعاية الطلاب ولا تعرف إدارة المدرسة عنها شيئاً.. فكانت تماما كأبل الرحيل شايلة السقى وعطشانة..
توغلت الي داخل باحة المدرسة وكنت حريصاً على ان اتوقف عند تلك الفصول التي درست بها منذ (35) عاما (تجاني/ديكارت/ مهدي) فكل شئ فيها قدتبدل فمنها من أصبح سكناً او مخزناً او مطبخاً، وحتى الحديقة التي كانت في (سنتر الفصول) قد تلاشت خضرتها وازاهيرها وتحولت هى الأخرى إلى (مظلة كبيرة) من الزنك والحديد ، تزينها بعض كراسي البلاستيك.. وكنت انا احد المدعوين لاجتماع تحت هذه المظلة ضمن مجموعة (نيرة) من أصحاب الوجعة والولاء لهذه المدرسة.. ومن خريجيها كانت المناسبة تلبية لدعوة تنادى لها هؤلاء الحضور استجابة لنداء عاجل وربما (صارخ) اطلقه الدكتور بلال وادي الأستاذ (المعتق) والمربي الجليل فكنا حريصين على تلبية هذه الدعوة وحضور هذا الاجتماع الاستثنائي الذي يبدو أنه مهما جدا لمستقبل وحاضر (ومصير) هذه المدرسة (العريقة).. كانت الفكرة تشكيل مجلس أمناء لهذه المدرسة.. يتولى مهمة إنقاذ المدرسة من اياي الطامعين في اراضيها واستثماراتها.. فالمدرسة تناوشتها الكثير من المطاعم.. وتزاحمت حولها الكثير من الاستثمارات والعقارات (مطاعم، ومخابز ، وكافتيريات ومغاسل، وجامعة، ومدرسة) وغيرها من الاستثمارات (الكيري)
ادهش الجميع وتحسروا كثيرا حينما (ملّك) مدير المدرسة الأستاذ عبد الله محمد دفع الله كل الحقائق، وهو يستعرض حجم وطبيعة (الهجمة الشرسة) التي تتعرض لها المدرسة من (الرأسمالية الجدد) وفي أغلى ما تملك (اراضيها وميادينها وقاعاتها).. ولكن وبكل اسف ورغم كل هذه الاستثمارات، إلا أن المدرسة تبدو في أسوأ حالاتها من (فقر وبؤس) فهى كما ذكر مديرها الأستاذ عبد الله محمد دفع الله لم تتلقى حتى الآن اي عائد مادي ولا يعلم شيئاً عن هذه الاستثمارات رغم أنها ظلت تطالب وتلح على (مسؤول الاستثمار) برد حقوق ونصيب وعائدات للمدرسة من هذه الاستثمارات.. ولكن لا حياة لمن تنادي لم تجد المدرسة تقديراً ولا اذناً صاغية.. فلا حول لها ولا قوة.. وهاهى الآن (تستغيث) بابنائها الذين نهلوا من معينها. بعد أن توجت هذه المبادرة جهودها بتشكيل مجلس الامناء لمدرسة المناقل الثانوية بنين برئاسة الدكتور بلال وادي والأستاذ كمال مصطفى نائبا للرئيس٫والاخ رفعت أحمد محمد دفع الله امينا عاما والدكتور هيثم بشير الصديق نائبا للامين العام.
كما تم تكليف عددا من الاخوة والاخوات رؤساء ونواب للجان المتخصصة .
ويبدو ان المدرسة تعول كثيرا على هذا المجلس حتى يشكل لها حائط صد ضد كل الاطماع واسترداد كل الحقوق بأثر رجعي وذلك من خلال تفعيل اللجنة القانونية التي اختير لها (الكفاءات) من خريجي هذه المدرسة ليقفوا معها كسند للحد من هذه الهجمة التي تتعرض لها الآن.
ومن الواضح أن اخطر ما ذكره الأستاذ عبد الله أن المدرسة فقدت الكثير من كراسيها وادراجها وكل معيناتها حينما كانت تاوي النازحين في فصولها ومكاتبها كما تعرضت مبانيها للتصدع (والتجريف) وهى الان أحوج ما تكون ليد العون والمساندة وصون حقوقها وممتلكاتها من الاعتداء ات ولكن هذه المدرسة بحسب افادات السيد المدير تحتاج إلى مراجعة شاملة ودقيقة لكل استثماراتها
وطالب أعضاء مجلس الامناء بضرورة الاتصال بادارة الأراضي بالمناقل لإستخراج شهادة البحث والكوروكي الخاص بمساحات وحدود المدرسة بغرض تسويرها للحد من اعتداءات ومطامع كما طالبوا بتشكيل لجنة قانونية رسمية بمراجعة كل هذه الاستثمارات واستدعاء مسؤول الاستثمار للحضور الي المجلس لتوضيح وكشف حقيقة هذه الاستمارات وتمليك اللجنة القانونية كل العقودات الخاصة بهذه الاستثمارات ودفع قيمة الإيجارات وحقوق ونصيب المدرسة فيها خصوصا ان الأستاذ عبد الله محمد دفع الله مدير المدرسة تحدث عن (تماطل) الأستاذ بخيت النور وعدم استجابته لمطالب المدرسة بشكر مستمر ولكن ليس هناك أي استجابة طبقا لافادات السيد مدير المدرسة..
ومن الغرائب أيضا ً ان هناك مباني (مجهولة) داخل سور المدرسة وان جامعة السودان المفتوحة حازت على هذا الموقع داخل المدرسة عبر (استضافة مؤقتة) كما ذكر السيد المدير.
إلا أن الدكتور فيصل محمد دفع الله مدير جامعة السودان المفتوحة فرع الجزيرة واحد طلاب هذه المدرسة حرص على الرد على ما أثير في قروب مجلس أمناء مدرسة المناقل الثانوية بنين) بشأن الكيفية التي حازت بها الجامعة على ثلاثة عنابر داخل المدرسة وقال انه جاهز لاي معلومة دقيقة وحقيقية وأشار إلى أن جامعة السودان المفتوحة موجودة داخل هذه المدرسة بعلم وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة وبعلم مدير المرحلة الثانوية ومعتمد المناقل والمدير التنفيذي ومدير المناقل الثانوية في (وقتها) واهل المناقل وقال : هي جامعة حكومية من اهدافها تأهيل المعلمين بالسودان كآفة).
(وللحديث بقية)