![]()
أكد داود أويس، وزير الإعلام الصومالي، للتلفزيون العربي، اليوم السبت، أن الاعتراف الإسرائيلي بمنطقة أرض الصومال محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح خارجية.
وقال الوزير الصومالي: “نرفض بشكل قاطع اعتراف إسرائيل بمنطقة أرض الصومال دولةً ذات سيادة”، مؤكدًا أن “الاعتراف الإسرائيلي بمنطقة أرض الصومال تدخل متعمد لزعزعة استقرار البلاد والمنطقة”.
وأشار إلى أن مقديشو تعمل على إحاطة الدول والأطراف الفاعلة بـ”مخاطر الاعتراف الإسرائيلي بمنطقة أرض الصومال”.
وزير الإعلام الصومالي داوود أويس للتلفزيون العربي: نرفض بشكل قاطع اعتراف إسرائيل بمنطقة أرض الصومال دولة ذات سيادة، وهذا الاعتراف محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح خارجية pic.twitter.com/RfjQ9ZyLY6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 27, 2025
وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس الجمعة، الاعتراف رسميًا بـ”أرض الصومال”، لتكون أول دولة تقدم على هذه الخطوة، فيما نددت مقديشو بما وصفته بـ”الهجوم المتعمّد” على سيادتها.
ويتصرف إقليم “أرض الصومال”، الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانًا مستقلًا إداريًا وسياسيًا وأمنيًا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.
“قرار توسعي”
في الأثناء، تعهّدت حركة الشباب الصومالية، السبت، بمواجهة أي محاولة من جانب إسرائيل “للمطالبة بأجزاء من أرض الصومال أو استخدامها”، وقالت الحركة في بيان، “لن نقبل بذلك، وسنحاربه”.
وقد عبّر عدد من المواطنين الصوماليين عن غضبهم جراء اعتراف إسرائيل بإقليم “أرض الصومال” دولة مستقلة ذات سيادة.
وفي مقابلات مع وكالة “الأناضول” بالعاصمة مقديشو، السبت، أكد مواطنون صوماليون أن قرار إسرائيل يمس وحدة أراضي البلاد، ويحمل معه مخاطر جسيمة على أمن الصومال والمنطقة.
واعتبرت حركة الشباب، أن اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال أظهر أنها “قررت التوسع إلى أجزاء من الأراضي الصومالية” لدعم “الإدارة المرتدة في المناطق الشمالية الغربية”، حسب قولها.
وتابعت الحركة: “إنه لأمر مهين للغاية أن نرى بعض الصوماليين يحتفلون باعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأرض الصومال”، معتبرة أن إسرائيل هي “أكبر عدو للمسلمين”.
ورأى محللون إقليميون أن التقارب مع أرض الصومال قد يسمح لإسرائيل بتأمين وصولها إلى البحر الأحمر.
وتعدّ أرض الصومال واحدة من المناطق الإفريقية التي يخطط الاحتلال بأن تستضيف فلسطينيين يتم تهجيرهم من قطاع غزة، وفقًا لتقارير إعلامية نُشرت قبل عدة أشهر.
“اتفاقية استراتيجية مستلهمة من أبراهام”.. ماذا قدّمت الصومال لإسرائيل مقابل الاعتراف بها؟@AbdulkadirHalim pic.twitter.com/NpNT1uPbVZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 27, 2025
ونظرًا للتداعيات الجيوسياسية التي قد تترتب على هذا التقارب، أثار الإعلان الإسرائيلي إدانات في المنطقة، إضافة إلى معارضة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتقع أرض الصومال، التي تبلغ مساحتها 175 ألف كيلومتر مربع، في الطرف الشمالي الغربي من الصومال.
وأعلنت استقلالها من جانب واحد عام 1991، في وقت كانت جمهورية الصومال تتخبط في الفوضى عقب سقوط النظام العسكري للحاكم سياد بري. ولأرض الصومال عملتها الخاصة، وجيشها، وجهاز شرطة تابع لها.
“سابقة خطيرة”
غير أن امتناع دول العالم عن الاعتراف بها جعلها تعاني عزلة سياسية واقتصادية، وفقرًا مدقعًا، رغم موقعها الإستراتيجي على الضفة الجنوبية لخليج عدن، أحد أكثر طرق التجارة نشاطًا في العالم، وعند مدخل مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس.
وتخوض الصومال حربًا ضد حركة الشباب منذ نحو عشرين عامًا، ورغم التحسن الملحوظ في الوضع الأمني في العاصمة مقديشو، فإن الحرب لا تزال مندلعة على بعد 60 كيلومترًا منها.
ورفض الاتحاد الإفريقي اعتراف إسرائيل بإقليم “أرض الصومال”، معتبرًا الخطوة “سابقة خطيرة ذات تداعيات بعيدة المدى على السلام والاستقرار في أنحاء القارة”.
وقال الاتحاد الإفريقي في بيان مساء الجمعة: “نرفض أي محاولة لتقويض وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه”.
ونقل البيان عن رئيس مفوضية الاتحاد محمود علي يوسف قوله: “نرفض بشكل قاطع أي إجراء يهدف إلى الاعتراف بإقليم صومالي لاند (أرض الصومال) ككيان مستقل”، مذكرًا بأنه جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية.
