![]()
* تشرفت أمس بان اكون ضمن مقدمي الأوراق التي قدمت في ورشة الإعلام الوطني وتحديات المرحلة بفندق الربوة ببورتسودان والتي نظمتها شبكة لايف ميديا التي تديرها الإعلامية النابهة الأستاذة عاشة الماجدي والتي شرفها بالحضور نائب رئيس المجلس السيادي الفريق َمالك عقار وأشرف عليها وزير الثقافة والإعلام الأستاذ خالد الأعيسر ومثل فيها الاتحاد العام للصحفيين الأستاذ محمد الفاتح احمد والتي شارك في إثراء النقاش فيها عدد كبير من قيادات العمل الاعلامي و الصحفيين والإعلاميين وزادها القا حضور الأستاذ محمد حامد جمعه من امدرمان لتقديم ورقته التي نالت إلاعجاب والثناء كما شكل الأستاذ الكبير يوسف عبد المنان بورقته عن الصحافة ملامسة هموم و اشواق العودة للصحافة للورقية والأستاذ عارف حمدان بحديثه عن دور (هنا ام درمان)
* التي قدمت فيها انا ورقة حول الإعلام المرئي وتحديات المرحلة والتي قلت فيها
* انه على الرغم من الانتشار الواسع للإعلام الرقََمى ومنصات التواصل الاجتماعي الا ان القنوات التلفزيونية في العالم القائمة على َمهنية راسخة وتستند علي إمكانيات مالية و لوجستية وقدرات بشرية رفيعة احتفظت بدورها المحوري في تشكيل الرأى العام لما تتمتع به مَن قدرة الجمع بين الصوت والصورة والتأثير المباشر والواسع في توصيل المعلومات ونقل الاحدات والتي شكلت بتاثيرها مع المنصات الالكترونية تكاملا نلاحظه في نقل الإعلام الإلكتروني عنها وفي استفادتها هي مما مايرد في الإعلام الإلكتروني لخدمة أجندتها الإعلامية
* وذكرت ان هذا الدور يبرز بوضوح عند النظر إلى تجارب إقليمية ودولية لعبت فيها قنوات فضائية َكبري ادوارا مؤثرة في التحولات السياسية َكما فعلت الجزيرة إبان ثورات الربيع العربي و يتجلى حاليا من تأثير بعض القنوات العربية في الحرب الجارية في السودان َمن خلال توظيف خطاب إعلامى داعم للَمليشيا في مقابل ضعف أداء الإعلام المرئى الوطنى وغياب الرؤية المنهجية لادارته
* وتطرقت للمشكلات الأساسية في الإعلام المرئى السوداني المتمثلة في غياب الرؤية والاستراتيجية الإعلامية الواضحة وافتقار الإعلام المرئي السوداني إلى خطة وطنية متكاملة تدار خلال الحرب والأزمات مما افقده القدرة على المبادرة وصناعة الخطاب المؤثر في الرأى العام الداخلى والخارجي والي أضعاف دور التلفزيون القومى وتحويله فى ظل شح الموارد وضعف الدعم السياسى والمؤسسى إلى مايشبه (تلفزيون علاقات عامة ) بتغطيتة لأنشطة المسئولين بدلا َمن لعب دوره كمنصة وطنية جا معة وفاعلة واستنكرت تغليب مسئولينا الثقة في الإعلام الأجنبى على حساب الوطنى بَمنح الاجنبي الاهتمام وتسهيلات الحركة لتغطية الاحدات على عكس الوطني
* وأشرت إلى عقلية الاعتماد على الخارج السائدة عندنا حتي فى إدارة الحرب إعلاميا و في مخاطبة المجتمع الدولى مما أضعف من الثقة في القدرات الوطنية وكرس حضور القنوات الأجنبية بوصفها المصدر الأساسى للأخبار مع تهميش الكوادر الوطنية المؤهلة بابعاد خبرات إعلامية رفيعة عن التلفزيون بحجج تتعلق الإمكانات في وقت تحتاج فيه البلاد إلى هذه الكفاءات لمجابهة وإدارة َمعركة الوعي والرواية
* وتطرقت إلى غياب القنوات السودانية عن مَسرح الحدث والتى معظمها تبث من خارج البلاد َمع مَحدودية الوصول لمواقع الأحداث مقابل تسهيلات للقنوات الأجنبية ولخصت المعوقات أمام الإعلام الوطني المرئي في ضعف التمويل وعدم تخصيص ميزانيات تتناسب َمع طبيعة الحرب الإعلامية و غياب شبكة مراسلين وطنية فاعلة داخل الولايات ومناطق العمليات و التراجع التقني (عدد الاقمار البث واللغات) بما كان عليه الوضع قبل الحرب بجانب ضعف التنسيق بين المؤسسات الرسمية والإعلام المرئى و عدم الالتفات للقنوات التلفزيونية الولائية وغياب الثقة السياسية فى التلفزيون القومي والذي ينعكس في عزوف كبار المسئولين عن الظهور عبره في حواراتهَم وتفضيل القنوات الاجنبية
* وقلت ان التجارب الدولية تظهر لاسيما في أمريكا وغيرها أن صناعة الرأي العام تسبق و تواكب اى تحرك عسكري كما أن القوى التى تقود الحرب ضد السودان عبر وكلائها ومرتزقتها حاليا توظف آلة إعلام ضخمة تستخدم قنوات عالمية ومنصات متعددة لأغراض التضليل والتأثير النفسى والمعنوي
* وطالبت في الورقة باجراء إصلاح شامل للتلفزيون القومي بوضعه في قلب المعركة ودعمه سياسيا وماليا وتقنيا ليقوم بدوره الوطني و تبنى خطة للإعلام الوطني تقوم على رؤية واضحة وتستند على إمكانيات لوجستية وبشرية تتناسب وتحديات المرحلة و إعادة الاعتبار للكوادر الوطنية المخضرمة المبعدة إعادتها للعمل وتمكينها من قيادة المحتوى والتحرير والتغطية مع توسيع البث والتنوع اللغوى بإعادة إطلاق القنوات والبرامج الموقوفة وتوجيه الخطاب للخارج بلغات مَتعددة و تحقيق التكامل بين الإعلام المرئي والرقَمي لضمان سرعة الانتشار ودحض التضليل وبناء رواية وطنية َمتماسكة واشرت إلى ان حرب السودان ليست عسكرية فقط بل معركة وعي ورواية وصورة ولأنها كذلك لابد مع الصرف علي السلاح والمقاتلين في ميادين القتال الصرف على الإعلام والإعلاميين وان ينظر للإعلام المرئي بوصفه بندقية موازية لاغني عنها
* واستعادة ثقة الجمهور المحلي والتأثير في الرأي العام الخارجى والذي لن يتحقق إلا عبر إعلام وطني قوي ومؤثر
* وخلصت في الورقة إلى ضرورة إعداد استراتيجية وطنية عاجلة للإعلام المرئي في زََمن الحرب وتخصيص ميزانية استثنائية لدعم التلفزيون القوَمي والقنوات الوطنية و إعادة هيكلة الإعلام المرئي وإعادة الكفاءات الوطنية المؤهلة المبعدة والتأكيد على أهمية مخاطبة الداخل والخارج بلغات متعددة لمواجهة التضليل ووضع آلية تنسيق دائمة بين مؤسسات الدولة والإعلام المرئي