![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
.. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
سادتي الكرام أجمعين
السلام عليكم
مسكاقجلو
جاء في الحديث الشريف
” إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير إليهم أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة”.
في ضوء خبرتي الممتدة زهاء 5 عقود في الريف والحضر، في الداخل والخارج في حقول شتى أوجز أهم الصفات الواجب توافرها فيمن يتصدون لتحديات الشأن العام الصعبة وهم قلة كما في الحديث اختصم الله وهي:
.. التجرد بالخلو من المنفعة الخاصة غير المستحقة، اي النزاهة.
.. تجنب الانحياز السياسي المخل واحترام الرأي الآخر والموقف المقابل فالتغافل عنه جوهر عللنا في المنطقة والسودان.
.. تحاشي المناطقية وتعزيز النظرة العدلية للمكونات كافة.
.. القابلية للتضحية، وهنا تحضرني واقعة سهري مع ابنتي الطفلة المريضة فعند الرابعة فجرا ظهر نور سيارة مجلس دلقو التي تقل أعضاء المحس لاجتماعات مجلس المنطقة في عبري وأجندة يومنا ذاك تختص بتوزبع الميزانية على مجالس دلقو وحلفا وعبري المتصلة بخدمات الصحة والتعليم وغيرها، التي قد تحسم بالتصويت وغياب عضو يعني الكثير وكنت متأرجحا بين الاعتذار والحضور. أخيرا قلت لأمها:
كلمي والدي يذهب بها للمستشفى أول الصباح وقفزت لجوف السيارة مشغولا وفور وصولنا عبري أسرعت للكبانية أتصل:
صباح الخير دلقو:
البلد رايق؟
هل مات أحد؟
بالنفي اطمأن قلبي قليلا فاندفعت للاجتماع.
بعودتي مساء وجدتها حاضرة مع أطفال الحلة حول السيارة فحملتها على كتفي للبيت. إنها واقعة تشف مواقف لا تحصى من الإيثار.
.. الانطلاق بتكليف القاعدة أساس، والرجوع إليها دوريا وتنويرها بما أنجز وما تعذر واجب، وعرض الموقف المالي وما صرف وفيم حتمي.
.. عدم تجاوز فترة التكليف والعودة للقاعدة لتجديد الثقة أو سحبها ضرورة.
.. الاستئناس بذوي الخبرة والتزود بنصائحهم والاستفادة من ذخيرتهم كنز.
.. عدم التهيب من المبادرات المجدية فقد رشحت في انتخاباتي الأولى في دائرة جغرافية ممتدة من كريمة لوادي حلفا وأنا في سن 23 عاما، معلم غض خبرة 6 سنوات، ابن تربال شريف لا تاجر، لا عمدة .. لا صولجان، لا سلطان كما كان المعيار المألوف، الذي وددت تصويبه فاكتسبت خبرة وأصدقاء ومعارف ومهدت من بعدي الطريق لشباب أعزاء كثر أمثال محمد يوسف عبد الله ومحمد أحمد إبراهيم وفاروق عباس هرون.
.. أن نهتم بالتوازي مع المدرسة والمركز الصحي والطريق بالفنون والآداب وبالنساء شقائق الرجال والمواهب وعلوم المستقبل.
سادتي أحبابي
نصيحتي الأخيرة:
الاهتمام بشؤون الوطن الكبير واجب الذي يملك 40 مليونا فيما الانشغال بمناطقنا أوجب فهي لا تملك غيرنا.
ومن هنا لنترك المحاككات السياسية العليلة والكيد المؤذي جانبا ولنقبل على العمل المثمر الأبقى معا، وهذا ما كان يميز الزمن الجميل، إذ لم يعرف بين معظم قيادات منطقتنا أسرى قيود حزبية أو فكرية.
سادتي
هذا ما عندي، آملا أن تجدوا في طياته بعضا نافعا، والكمال لله.
بقي القول إن شبابنا رافعة اليوم وشرفة الغد الأزهي الذي يرتسم بقيم ثلاث: الاستقرار والإنتاج والعدالة وفي انتظاركم ملفات عالية أهميتها والأهل على امتداد المحس في انتظاركم ونحن لسنا جوارا جغرافيا ممتدا فحسب بل رحم واشجة وأسرة واحدة.
عشمنا في إخلاصكم وهمتكم بلا حدود وخبراتنا رهن حاجتكم وقد كنت يوما مختارا من قريتي ضمن آخرين صعودا للمجلس الريفي فالمحافظة مرة بالتزكية وأخرى بالتصويت ثم الإقليم وعضوا في مؤتمر الشباب القومي في الخرطوم .. كانت لنا أيام مزدانة بثقة أهلنا الرضية واجتهاداتنا الوفية.
أختم أن بوسعي تقديم محاضرة عن أساليب تنمية المجتمع لمن تختارونهم علها تعين.
دمتم متحابين فاعلين
السلام عليكم
سعدنكورتى
* خطاب في ملتقى شباب محلية دلقو الأول لرسم خريطة طريق تكون هادية في المرحلة التالية.