![]()
عادت أرض الصومال “صوماليلاند” إلى واجهة الأحداث الدولية بعد إعلان إسرائيل اعترافها بشرعية الإقليم، في خطوة أثارت موجة واسعة من التساؤلات حول توقيتها ودلالاتها، خاصة أن الإقليم غير معترف به دوليًا منذ عقود.
والجمعة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان: إن الأخير “أعلن اليوم الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة”.
وعقب اعتراف تل أبيب، أكد الصومال في بيان للحكومة نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، الجمعة، التزامه المطلق وغير القابل للتفاوض بسيادته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه، معلنًا الرفض القاطع للخطوة غير القانونية التي اتخذتها إسرائيل بالاعتراف بمنطقة شمال الصومال.
كما لاقى إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم انفصالي في الصومال، رفضًا عربيًا وإسلاميًا شدد على أن ذلك “يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
ما هي أرض الصومال؟
- تسعى أرض الصومال منذ عقود للحصول على اعتراف دولي، وهي تحظى بموقع إستراتيجي على خليج عدن، ولديها عملتها الخاصة وجوازات سفرها وجيشها.
- أعلنت استقلالها عام 1991، عندما انزلقت جمهورية الصومال إلى الفوضى عقب سقوط نظام سياد بري العسكري، وفق وكالة “فرانس برس”.
- تبلغ مساحة أرض الصومال 175 ألف كيلومتر مربع، وهي تمتد تقريبًا على نفس مساحة الصومال البريطاني سابقًا، وتقع في الطرف الشمالي الغربي من الصومال.
- تتميّز أرض الصومال باستقرارها النسبي مقارنة بالصومال الذي يواجه تمرد حركة الشباب وصراعات سياسية مزمنة.
لكنها لم تحظ باعتراف أي دولة، ما أبقاها في عزلة سياسية واقتصادية نسبية رغم موقعها عند مدخل مضيق باب المندب، على طريق تجاري من بين الأكثر ازدحامًا في العالم يربط المحيط الهندي بقناة السويس.
أبعاد سياسية وجيوسياسية
فتل أبيب، وبعد حرب غزة وما تبعها من إعلان جبهة إسناد حزب الله وهجمات جماعة أنصار الله الحوثيين على إسرائيل، أيقنت أنه يجب أن يكون لها نقاط ارتكاز جديدة خارج ساحات الاشتباك المباشر، ما جعلها تبحث عن أوراق ضغط ومقايضة في لعبة النفوذ الكبرى.
وقضية أخرى ذات حساسية عالية لها ارتباط بمباحثات سابقة مباشرة بشأن ترحيل سكان قطاع غزة إلى أرض الصومال مقابل اعتراف تل أبيب أكدتها تقارير إسرائيلية، فيما نفتها السلطات في أرض الصومال.
“صوماليلاند”، كما يسميها أهلها ليست مجرد إقليم يسعى إلى اعتراف مؤجل، بل عقدة جيوسياسية تتقاطع عندها خرائط الملاحة وصراعات النفوذ وأزمات الشرق الأوسط الممتدة.
