![]()
رصدت كاميرا التلفزيون العربي حجم الدمار الذي لحق ببلدة القرارة، التي تقع شمال شرق مدينة خانيونس.
المنطقة المحاذية لما يعرف بالخط الأصفر، الذي حدده جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت أثرًا بعد عين، بفعل حجم الدمار والركام الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية.
وكان جيش الاحتلال قد منع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى بعض المناطق الآمنة، التي تقع خارج حدود سيطرته، واستهدفهم بشكل مباشر، ليوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار.
القرارة من بلدة زراعية إلى ركام
وكانت بلدة القرارة تمتاز بكثرة المساحات الزراعية، التي شكلت رافدًا مهمًا للسوق المحلي. لكن هذه المساحات جُرفت ومُسحت بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي.
كما كانت تحتضن العديد من المراكز الثقافية والمنشآت الحيوية، إذ عُدت الواجهة الشمالية الشرقية لأكبر محافظة في قطاع غزة من حيث المساحة الجغرافية.
التلفزيون العربي يرصد حجم الدمار في القرارة
وكانت كاميرا التلفزيون العربي أول من يصل إلى هذه المنطقة رغم خطورة الواقع الأمني.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في شارع صلاح الدين بالقرارة أحمد البطة، بأن الأهالي ناشدوا وسائل الإعلام والوسطاء من أجل مساعدتهم في نصب الخيام وفتح بعض الشوارع من أجل العودة، وجعل هذه المناطق أكثر أمانًا.
وظهر في اللقطات المصورة لمفترق كف القرارة حجم الدمار الكبير والمروع، حيث أشار مراسل التلفزيون العربي إلى انعدام مقومات الحياة في هذه المنطقة، مضيفًا: “لا يوجد أي مربع سكني يصلح للسكن، وهي منطقة عالية الخطورة رغم وقوعها في إطار المناطق الآمنة، لكن حتى اللحظة لم يعد إليها سكانها، ومن حاول العودة استهدفه جيش الاحتلال”.
وأوضح أن “البلدة كان يسكنها عشرات الآلاف من المواطنين، لكنهم خرجوا في مطلع شهر مايو/ أيار الماضي تحت وابل من القصف الإسرائيلي دون سابق إنذار، ثم توغلت قوات جيش الاحتلال ودمرت كل شيء”.
محاولات وسط الركام
وتحاول طواقم بلدية القرارة فتح بعض الشوارع في المناطق التي يُسمح بالوصول إليها.
وقال مراسل التلفزيون العربي إن الواقع صعب للغاية، مضيفًا أن “جيش الاحتلال دمر كل شيء”.
وقال رئيس بلدية القرارة في قطاع غزة للتلفزيون العربي إن 9 آلاف وحدة سكنية وجميع المرافق العامة في البلدة دمرت كليًا.
وأضاف أن البلدة تحت السيطرة النيرانية الكاملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
أرقام مفزعة
وتشير التقديرات إلى أن الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار أكثر من عامين، خلفت ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض.
وبحسب تقديرات شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، فإن 1.5 مليون من سكان قطاع غزة فقدوا منازلهم.
وكانت صور لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة قد أظهرت تدمير نحو 193 ألف مبنى، كما أشارت مفوضية الأمم المتحدة في وقت سابق إلى أن أكثر من 90% من أبنية المدارس والجامعات في القطاع دمرت.
وتصل كلفة إعادة إعمار القطاع إلى أكثر من 70 مليار دولار، بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP”.
