رفات بلا ملامح.. غزة تودع 54 شهيدًا أعادتهم إسرائيل بعد وقف النار

رفات بلا ملامح.. غزة تودع 54 شهيدًا أعادتهم إسرائيل بعد وقف النار

Loading

بدأت في غزة اليوم مراسم دفن 54 جثمانًا لشهداء فلسطينيين تسلمتهم وزارة الصحة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إسرائيل، بعد تعذر التعرف عليهم بسبب طمس ملامحهم جراء التعذيب.

وجرت المراسم في مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث صفت الجثامين استعدادا للصلاة عليها قبل مواراتها الثرى، بحضور مئات الفلسطينيين.

ومنذ 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تسلمت وزارة الصحة بغزة عبر الصليب الأحمر 165 جثة لشهداء فلسطينيين، ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، دخل حيز التنفيذ في 10 من الشهر ذاته، عقب إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب، استمرت عامين، وأسفرت عن استشهاد 68 ألفًا و229 فلسطينيًا، و170 ألفًا و369 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء.

جرائم موثقة وأدلة دامغة

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة: إن الحكومة “تنظم فعالية لدفن 54 شهيدًا احتجزهم الاحتلال خلال حرب الإبادة وأعاد جثامينهم وعليها آثار تعذيب وحشي وإعدامات ميدانية وتصفية جسدية”.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي أثناء المراسم، أن الجثامين استوفت المدة التي تم وضعها (نحو 5 أيام) وتم توثيقها وتصويرها مع متعلقاتها قبل دفنها في قبور مرقمة بدير البلح.

وأشار الثوابتة إلى أن الفحوص الرسمية أظهرت “آثار شنق وحبال على أعناق عدد من الشهداء، وإطلاق نار مباشر من مسافات قريبة، ما يؤكد تنفيذ إعدامات ميدانية متعمدة”.

وأضاف أن فرق التوثيق “عثرت على شهداء مكبلي الأيدي والأقدام بقيود بلاستيكية، وآخرين بعيون معصوبة، بينما وجدت آثار دهس بجنازير دبابات وحروق وكسور وجروح عميقة تدل على تعذيب وحشي سبق الإعدام”.

وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي أن “تلك الأفعال تمثل دليلا قاطعا على الإعدامات الميدانية”. 

الاحتلال والداعمون له يتحملون المسؤولية

ودعا الثوابتة المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية إلى “التحقيق في هذه الجرائم وتحميل الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية”.

وتتعرف العائلات على جثامين أبنائها التي وصلت من إسرائيل دون أسماء، من خلال ما تبقى من ملامح مميزة في أجسادهم أو عبر الملابس التي كانوا يرتدونها قبل فقدانهم، وسط غياب أجهزة الفحص بسبب الحصار الإسرائيلي وتدمير المختبرات في غزة.

وقبل سريان وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل تحتجز 735 جثمانًا فلسطينيًا فيما يُعرف بـ”مقابر الأرقام”، وفق “الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين”.

وفضلا عن الجثامين الـ735، أشارت الحملة إلى تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، في 16 يوليو/ تموز الماضي، يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يحتجز في معسكر سدي تيمان (سيئ الصيت جنوبي إسرائيل) نحو 1500 جثمان لفلسطينيين من غزة.