“لا ملوك”.. ما الذي يجب أن تعرفه عن الاحتجاجات المناهضة لدونالد ترمب؟

Loading

شهدت الولايات المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، احتجاجات حاشدة حملت شعار “No Kings/ لا ملوك“، شارك فيها ملايين المتظاهرين من مختلف الولايات، رفضًا لما وصفوه بتزايد التمركز الرئاسي والسلطة التنفيذية في ظل رئاسة دونالد ترمب.

وفي ردّ غير مسبوق، نشر ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” مقطع فيديو مولّدًا بالذكاء الاصطناعي، يظهر فيه مرتديًا تاجًا وهو يقود طائرة مقاتلة، ويلقي ما يُشبه الفضلات أو الوحل على حشد من المتظاهرين.

وحمل الفيديو عنوان “King Trump”، وترافق مع موسيقى فيلم “Top Gun” الشهيرة التي تتضمّن الشعار الغنائي “Danger Zone”.

ما هي احتجاجات “لا ملوك”؟

هي تحالف من الجماعات ذات التوجهات اليسارية يقود يومًا من التظاهرات الجماهيرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على إدارة ترمب، وفق تقرير نشرته صحيفة “الغارديان”.

وقد نظم هذا التحالف سابقًا يوم احتجاجات “لا ملوك” في يونيو/ حزيران، حيث نزل الملايين إلى الشوارع في اليوم نفسه الذي أقام فيه ترمب عرضًا عسكريًا في واشنطن.

سُميت الاحتجاجات “لا ملوك” للتأكيد على أن أميركا لا تحكمها سلطة مطلقة، في انتقاد مباشر لتزايد النزعة السلطوية لدى ترمب.

ويقول موقع الاحتجاجات nokings.org: “لا ملوك” ليس مجرد شعار؛ إنه الأساس الذي بُنيت عليه أمتنا. وُلد في الشوارع، وهتف به الملايين، وحُمل على اللافتات والهتافات، ويتردد صداه من أحياء المدن إلى ساحات البلدات الريفية، موحدًا الناس في جميع أنحاء البلاد لمحاربة الديكتاتورية معًا”.

ويُطلب من المشاركين ارتداء اللون الأصفر كرمز للوحدة بطريقة لافتة بصريًا، وللتضامن مع الحركات المؤيدة للديمقراطية في أوكرانيا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية.

من نظم الاحتجاجات؟

أكثر من 200 منظمة تشارك كشركاء في هذه الاحتجاجات، من بينها:

  • منظمة “إنديفايسبل”، وهي حركة تقدمية لها فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، هي الجهة المنظمة الرئيسية.
  • الاتحاد الأميركي للحريات المدنية شريك، وكذلك جماعة “المواطن العام” للدفاع عن حقوق الإنسان.
  • وتضمّ الائتلاف نقابات، منها الاتحاد الأميركي للمعلمين واتحاد عمال الخدمات الدولي.
  • حركة 50501 التي دعت للاحتجاج في جميع الولايات الخمسين في يوم واحد.
  • ومن بين الشركاء الآخرين حملة حقوق الإنسان، و”موف أون”، و”يونايتد وي دريم”، ورابطة ناخبي الحفاظ على البيئة، و”كومن ديفينس”، وغيرها.

ما هي رسائل المنظمين؟

يشير تحالف “لا ملوك” إلى “تزايد التجاوزات السلطوية والفساد” في عهد ترمب كمحرك رئيسي للاحتجاجات، بما في ذلك تصعيد عمليات الترحيل، تقويض نظام الرعاية الصحية، التلاعب بالدوائر الانتخابية.

وتصف الحركة نفسها بأنها مؤيدة للديمقراطية ولحقوق العمال، وترفض “سياسات الرجل القوي”، متعهدة بالاستمرار في النضال حتى “نحصل على التمثيل الذي نستحقه”.

يسلط التحالف الضوء على ما يراه قضايا خطيرة في إدارة ترامب الثانية، منها:

  • استخدام أموال دافعي الضرائب لتعزيز السلطة الشخصية.
  • إرسال قوات فدرالية للسيطرة على المدن الأميركية.
  • تصريح ترمب برغبته في ولاية ثالثة وتصرفه “كما لو كان ملكًا”.
  • تجاوز الإدارة للسلطة القضائية، وتقليص الخدمات، وترحيل الأفراد دون إجراءات قانونية عادلة.

ما هي قاعدة 3.5% في احتجاجات “لا ملوك”؟

اعتمد المنظمون والمحتجون هذا العام على بحث يُظهر أنه إذا احتج 3.5% من السكان بشكل سلمي ضد نظام حكم، فإن هذا النظام سيسقط. وقد أُطلق على هذه النظرية اسم “قاعدة 3.5%”.

العالمان السياسيان إيريكا شينوويث وماريا ستيفان أنشآ قاعدة بيانات لحملات المقاومة المدنية من عام 1900 حتى 2006، وحللا ما إذا كانت الحركات السلمية أو العنيفة أكثر نجاحًا، وما إذا كان هناك نقطة تحول من حيث حجم المشاركة تؤدي فعليًا إلى إسقاط الحزب أو الشخص الحاكم.

أظهرت النتائج أن الحملات السلمية غالبًا ما تكون أكبر حجمًا، وتكون فرص نجاحها ضعف فرص الحركات العنيفة. كما أنها كانت أكثر تمثيلًا للسكان، ووجد الباحثان أن المشاركة النشطة والمستمرة من قبل 3.5% من السكان تعني أن الحركة ستنجح، مع وجود استثناءات قليلة ومحددة.

في الولايات المتحدة، تمثل نسبة 3.5% من السكان أكثر من 11 مليون شخص. وحتى الآن، لم تصل أيام الاحتجاج الجماعي إلى هذا الحد، رغم أن هذا الرقم ليس رقمًا سحريًا.

فقد أشارت شينوويث في عام 2020 إلى أن هذا الرقم هو “إحصاء وصفي” مستمد من الحركات التاريخية، “وليس بالضرورة قاعدة تنظيمية”، أي أنه لا يُعد ضمانًا للنجاح، رغم أن البعض يعتمد عليه بشكل مباشر الآن.