تصعيد لا يهدأ.. ما حسابات حزب الله في ظل انتهاكات إسرائيل؟

تصعيد لا يهدأ.. ما حسابات حزب الله في ظل انتهاكات إسرائيل؟

Loading

تواصل إسرائيل تصعيد هجماتها على لبنان، وآخرها استهدف سيارة في بلدة تول في النبطية جنوبي لبنان اليوم الجمعة ما أسفر عن ضحايا. 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن مسيرة إسرائيلية نفّذت غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة على طريق بلدة تول. وقد اندلعت النيران بالسيارة المستهدفة. 

من جهتها، أشارت وزارة الصحة اللبنانية إلى أن الغارة على تول أسفرت عن استشهاد شخصين وإصابة ثالث بجروح.

وصباح اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية جرافة في بلدة الخيام الحدودية. 

وأمس الخميس، شن الاحتلال أكثر من 22 غارة طالت أطراف بلدة شمسطار البقاعية وجرود الهرمل. كما استهدفت غارات منفصلة منطقة عربصاليم ما أسفر عن 4 شهداء.

ضغوط سياسية وعسكرية

ورغم سريان وقف إطلاق النار، ينفذ الجيش الإسرائيلي ضربات يومية على جنوب لبنان. وقد ازدادت حدتها في الأيام الأخيرة لتشمل البقاع شرقي البلاد. وتزعم إسرائيل أنها تستهدف بنى تحتية ومواقع لحزب الله. 

وفي قراءة للمشهد اللبناني، يشير الكاتب والباحث السياسي، رضوان عقيل، إلى تزايد الضغوط السياسية والعسكرية والدبلوماسية على لبنان وعلى حزب الله، بصفته معنيًا بكيفية التعاطي مع موضوع سلاحه.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت، يرى عقيل أن حزب الله يحمّل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية مسؤولية ما يجري لأنه التزم بوقف إطلاق النار، ولم يطلق رصاصة واحدة بعد هذا الاتفاق.

رسائل إسرائيلية بالنار

وبحسب عقيل، تهدف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إلى توجيه رسالة واحدة، وهي أن لجنة الميكانيزم التي تشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لا يمكنها القيام بدورها.

ويضيف عقيل: “هي رسالة من إسرائيل إلى الأميركيين وكأنها تقول لكل العالم ‘أنا لن أُطبِّق القرار 1701، ولن أنسحب من جنوب لبنان إلى حين سحب سلاح حزب الله’. 

ويضع ذلك لبنان أمام جملة من التحديات. ويلحظ عقيل أن حزب الله يرى أن على الحكومة اللبنانية ولجنة الميكانيزم تحمل مسؤولياتهما، لافتًا إلى أن طرح المفاوضات غير المباشرة الذي قدّمه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون لم يلقَ الصدى المطلوب حتى عند الإسرائيليين.

ويوضح الباحث السياسي أن إسرائيل تريد التوصل إلى اتفاق أمني يقوم على حصول تواصل مباشر بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي بما يضغط على حزب الله لتسليم سلاحه. 

محاولة خلق شرخ مع بيئة حزب الله

ويلفت إلى أن إسرائيل تستهدف منشآت اقتصادية حساسة تشغّل مئات العائلات من أبناء الجنوب والبقاع، بهدف خلق شرخ بين بيئة حزب الله والمواطنين، للقول إن هذه البيئة ترفض سياسة حزب الله وترفض عدم تسليم سلاحه.

كما تسعى إسرائيل لخلق حالة من الشلل على الساحة اللبنانية، وتفتعل مشكلة سياسية داخل مجلس الوزراء، بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وبين حزب الله والجهات التي لا تلتقي معه.

ويرى عقيل أن إسرائيل لا تقدم أي تسهيلات وتعمل على إنشاء منطقة أمنية عازلة من الناقورة إلى تخوم مزارع شبعا.

ويختم الباحث السياسي بالقول: “إن استمرار  إسرائيل بالحرب النفسية والعسكرية والاقتصادية قد يؤثر سلبًا على مصير الانتخابات النيابية المقبلة”، معتبرًا أن “إسرائيل تعمل على استغلال هذه المعطيات في البيت اللبناني المُتصدّع”.