![]()

ارتفاع عائدات صادرات الثروة الحيوانية في مقديشو إلى مستويات قياسية وسط غياب السودان وأستراليا عن المشهد التجاري.. وتراجع المنافسة يمنح الصومال صدارة جديدة في سوق الماشية الإقليمية
متابعات – تاق برس
تشهد صادرات الصومال من الماشية انتعاشًا لافتًا هذا العام، مستفيدة من تراجع المنافسة الإقليمية بعد تقلص الإمدادات الأسترالية وتوقف الصادرات السودانية بسبب النزاع، في تطور يتوقع أن يدفع بعائدات القطاع إلى تجاوز حاجز المليار دولار، وفق بيانات رسمية.
ووفقًا لإحصاءات وزارة الثروة الحيوانية الصومالية، قفزت أرباح البلاد من صادرات الماشية من 523 مليون دولار في عام 2021 إلى 974 مليون دولار العام الماضي، وسط توقعات بمواصلة الصعود خلال العام الجاري.
ويعزو مسؤولون وخبراء هذا النمو إلى عاملين رئيسيين: الصراع المستمر في السودان الذي عطل قدرته التصديرية، وتراجع أستراليا – أحد أبرز موردي الماشية إلى الخليج – عن مستوياتها المعتادة من الصادرات، ما أتاح للصومال توسيع نطاق حضورها في الأسواق العربية.
وقال قاسم عبدي معلم، مدير الصحة الحيوانية في وزارة الثروة الحيوانية الصومالية، إن “هذه الطفرة في الصادرات تعود بشكل أساسي إلى غياب المنافسة المباشرة من السودان وأستراليا، فضلًا عن قرب الصومال الجغرافي من أسواق الخليج، خصوصًا الإمارات والسعودية، مما سهّل عمليات النقل والتوريد”.
ودخلت الصومال في العامين الماضيين أسواقًا خليجية كانت تعتمد في السابق على الواردات السودانية، بينما أدت الحرب الأهلية في السودان إلى شلل شبه كامل في اقتصاده.
ووفق تقرير صادر عن مرصد الشفافية والسياسات في السودان، بلغت قيمة واردات السعودية وحدها من الماشية الحية نحو 715 مليون دولار عام 2023، وهو العام الذي تصاعد فيه الصراع هناك.
ويمتلك الصومال نحو 57 مليون رأس من الماشية، بحسب وزير الزراعة محمد عبدي حير، وتُصدر البلاد ما بين أربعة وستة ملايين رأس سنويًا إلى الشرق الأوسط، ما يجعل الثروة الحيوانية العمود الفقري لصادراتها.
ورغم التحديات المتكررة المتمثلة في موجات الجفاف والصراع الداخلي، تواصل الماشية تصدر قائمة الصادرات الصومالية.
وتشير تقديرات وزارة المالية إلى أن مبيعات القطاع قد تتجاوز هذا العام مليار دولار، أي أكثر من ضعف الإيرادات الحكومية المحلية البالغة نحو 430 مليون دولار، في حين تبلغ ميزانية الدولة الإجمالية 1.36 مليار دولار ممولة في معظمها من المانحين الدوليين.