شهادة صادمة.. طبيب خدم بغزة يتحدث عن أصعب قرار في حياته

شهادة صادمة.. طبيب خدم بغزة يتحدث عن أصعب قرار في حياته

Loading

كشف جراح الأطفال التركي تانر قماجي، الذي تطوَّع للعمل في مستشفيات غزة، عن اللحظات القاسية التي عاشها هناك، حيث اضطروا في إحدى المرات لاختيار طفل لإجراء عملية جراحية له وترك آخر للموت في ظل وجود غرفة عمليات وحيدة.

جاء ذلك في حديث للأناضول، على هامش مشاركة قماجي، في جلسات “محكمة غزة” الرمزية المنعقدة في اسطنبول.

و”محكمة غزة” مبادرة دولية مستقلة أسسها أكاديميون ومثقفون ومدافعون عن حقوق الإنسان وممثلو منظمات مدنية بالعاصمة البريطانية لندن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بسبب “إخفاق المجتمع الدولي تمامًا في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة”.

“حرب شاملة ضد المدنيين”

وأوضح الجراح التركي، أن ما يحدث في غزة ليس حربًا ضد فصيل مسلح، بل حرب شاملة ضد المدنيين.

وقال: “إسرائيل لا تحارب حماس فقط، بل تحارب الأطفال والنساء. إنها تقتل الناس، وتمنع الجرحى من الوصول إلى المستشفيات عبر قصف سيارات الإسعاف، وتهدم المستشفيات نفسها لتمنع إجراء العمليات الجراحية”.

وأشار قماجي، إلى أن إسرائيل تمنع أيضا دخول المقوّمات الأساسية للحياة من ماء وغذاء وكهرباء ومواد التنظيف، واصفا ما يجري بأنه “حرب إبادة مكتملة الأركان”.

إبادة جماعية

وعلى مدى سنتين ارتكبت إسرائيل في غزة إبادة جماعية بدأتها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت عن 68 ألفا و519 شهيدًا، و170 ألفًا و382 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

وتحدث الطبيب التركي عن تجربته في غزة التي امتدت أسبوعين في مارس/ آذار 2024، قائلا: “ما نراه على الشاشات لا يُمثّل حتى 1 بالمئة مما يجري هناك”.

وأضاف: “نرى الجرحى والمشاهد المؤلمة لبضع ثوان، ثم نتابع حياتنا. لكن في غزة، الألم لا يتوقف”.

وأردف قماجي: “الطفل الذي فقد ساقه يعيش شهورا من الألم. هناك أسر تعيش في ممرات المستشفيات تحت أغطية مؤقتة، وأخرى تسكن خياما مصنوعة من القماش، لا تجد الخبز ولا الماء”.

ووصف كيف كانوا يخيطون الجروح على الأرض بسبب نقص الأسرة أو النقالات في مستشفيات غزة.

أصعب قرار في حياة الطبيب

وعن أصعب قرار في حياته قال قماجي: “وصل إلى المستشفى في الوقت نفسه طفلان، كلاهما بحاجة إلى جراحة فورية، أحدهما مصاب في الكبد، والآخر لديه ثقب في الأمعاء”.

وتابع: “لكن لم يكن لدينا سوى غرفة عمليات واحدة. كان علينا أن نختار أحدهما. وهذا يعني إنقاذ طفل وترك الآخر يموت. لم أتخذ في حياتي قرارا أصعب من هذا”.

واختتم قماجي حديثه بقوله: “لم أختبر في حياتي قرارا أشد قسوة من أن تختار من يعيش ومن يموت. غزة ليست فقط جرحا في الجسد، بل جرح في الضمير الإنساني”.