![]()
قال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الأحد، إن هناك عشرات الآلاف من المباني المدمَّرة والآيلة للسقوط، التي قد تتسبب في كارثة إنسانية.
وأكد بصل في حديثه للتلفزيون العربي من غزة، الحاجة الملحّة إلى إدخال معدات ثقيلة لتمكين فرق الإنقاذ من إزالة الكمّ الهائل من الركام.
المساعدات ورقة ضغط
من جهتها، قالت كارولين ويلمن، منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في غزة، إن إسرائيل ما زالت تستخدم المساعدات الإنسانية ورقة ضغط رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت أن المساعدات الإنسانية يجب ألّا تُربط بأي شروط سياسية، مشيرةً إلى أن الهجمات الإسرائيلية انخفضت منذ بدء الهدنة، لكنّها لم تتوقف تمامًا.
ولفتت إلى أن فرق منظمة أطباء بلا حدود تواصل تسجيل حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال دون الخامسة والحوامل، وأن الوضع الغذائي لا يزال مقلقًا رغم وجود تحسّن طفيف، مؤكد أن تقديم الخدمات الصحية اليومية ما زال صعبًا جدًا رغم وقف إطلاق النار.
دمار واسع في حي الزيتون
ورصدت كاميرا التلفزيون العربي مشاهد الدمار التي لحقت بحي الزيتون شرقي مدينة غزة، أكبر أحياء المدينة من حيث المساحة.
ويبدو حجم الدمار في الحي كبيرًا نتيجة الاستهدافات والغارات التي شنتها قوات الاحتلال، ليصبح على غرار أحياء التفاح والشجاعية مسرحًا للخراب والمجازر.
وتعمل الجرافات على فتح الطرق لتسهيل حركة العائدين إلى منازلهم، رغم المخاطر الكبيرة التي تهددهم.
وقال مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر إن هذا الحي كان أحد الأحياء الأكثر تعرضًا للقصف الإسرائيلي.
دمار على مد البصر في حي الزيتون
ويحاول الأهالي إخراج الركام من منازلهم المدمرة على أمل إيجاد مأوى مؤقت، فيما يواجهون تحذيرات من الانهيارات الجديدة مع اقتراب فصل الشتاء، خصوصًا بعد حادث انهيار منزل عائلة البلعاوي في حي الصبرة، والذي أودى بحياة طفلة (9 سنوات).
وفي كثير من الحالات تحولت المنازل المدمرة إلى مقابر للشهداء، لكن رغم هذا الواقع المأساوي، تستمر محاولات إعادة الحياة إلى هذه المناطق.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن “قوات الاحتلال كانت دائمًا تتواجد في هذه المنطقة، ولذلك أحدثت دمارًا على مد البصر، ورغم ذلك يتم العمل على فتح شارع صلاح الدين الذي لا بديل عنه لمن يريد التنقل من جنوب إلى وسط قطاع غزة”.
وأوضح أن “الأهالي يحاولون إخراج الركام من المنازل المدمرة أملًا أن تتسع لأماكن سكناهم وهو ما يشكل خطورة على حياتهم”.
وأردف: “الدمار في كل مكان، وكل منزل من هذه المنازل يحمل ذكرى مجزرة من مجازر الاحتلال، فقد دمر الاحتلال عددًا منها فوق رأس ساكنيها”.
ولا تزال محاولات انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض تشكل أرقًا كبيرًا للغزيين، نتيجة عدم توفر الإمكانيات القادرة على إزالة الركام.
تقديرات أولية
وبحسب تقديرات شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية فإن 1.5 مليون من سكان قطاع غزة فقدوا منازلهم.
وكانت صور لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة أظهرت تدمير نحو 193 ألف مبنى، كما أشارت مفوضية الأمم المتحدة في وقت سابق بأن أكثر من 90 بالمئة من أبنية المدارس والجامعات في القطاع دمرت.
وتصل كلفة إعادة إعمار القطاع أكثر من 70 مليار دولار، بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP”.
