حرب مدن ببعض أحياء الفاشر.. نزوح الآلاف وسط حديث عن مجزرة وتعديات

حرب مدن ببعض أحياء الفاشر.. نزوح الآلاف وسط حديث عن مجزرة وتعديات

Loading

أفادت شبكة أطباء السودان بأن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة بحق مدنيين عُزّل في مدينة الفاشر غربي السودان، على أساس عرقي، في حادثة وصفها الفريق الطبي بأنها جريمة تطهير.

وقد أوضحت الشبكة في تصريح اليوم الإثنين، أن أعداد الضحايا تجاوزت العشرات.

معارك في الفاشر

كما أشارت شبكة أطباء السودان إلى صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الانفلات الأمني الكامل، مع عمليات نهب مرافق طبية وصيدليات بالفاشر.

وحذّرت الشبكة من تدهور الوضع الإنساني في دارفور، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية السكان وتقديم الدعم للمتضررين.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح نحو ثلاثة آلاف شخص جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بمدينة الفاشر.

وقالت المنظمة إن الأرقام الأولية لعدد النازحين مرشحة للارتفاع، نظرًا لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي البلاد.

ومع هذا التطور ترتفع المخاوف من انعكاسات هذه السيطرة على تقسيم البلاد، وتصاعد موجة العنف التي تمارس ضد السكان هناك بفعل حصار الدعم السريع منذ أشهر.

إلى ذلك، أكدت تنسيقية لجان المقاومة أن المعاركَ مستمرةٌ في مدينة الفاشر.

ونشر جنود في الجيش السوداني مقاطع مصورة قالوا فيها إنهم لا يزالون داخل أحياء في الفاشر.

وأظهر مقطع مصور التقطه أحد عناصر الدعم السريع خلوًا شبه كامل في مقر الفرقة السادسة مُشاة في مدينة الفاشر، مع هدوء يتخلله أصوات إطلاق نار صباح اليوم الإثنين.

“حرب المدن”

وأفاد مراسل التلفزيون العربي عمار المغربي من أم درمان، بأن قوات الدعم السريع أعلنت أمس السيطرة على الفرقة السادسة مشاة بعد معارك ضارية وعنيفة مع الجيش، وبعد قتال استمر لأكثر من عامين، فرضت خلاله قوات الدعم السريع حصارًا على المدينة، إضافة إلى الهجمات المتكررة التي نفذتها، والتي تجاوز عددها 267 هجمة.

وأضاف مراسلنا أن قوات الجيش والقوات المشتركة تمكنت من التصدي لهذه الهجمات سابقًا، إلا أن قوات الدعم السريع استطاعت في النهاية السيطرة على الفرقة، وفقًا للمعلومات الواردة من هناك.

ولفت إلى أن المعارك بحسب المصادر، ما تزال مستمرة منذ ليلة أمس وحتى ساعات الصباح الأولى، خاصة في المحور الغربي بمحيط مطار مدينة الفاشر، وفق ما أفادت به تنسيقيات لجان المقاومة.

وأردف المراسل أن “القوات المنسحبة من الجيش والقوات المشتركة ما تزال تقاتل داخل المدينة، وتحاول الدفاع عنها حتى هذه اللحظة”.

ولم تصدر أي بيانات رسمية سواء من الحكومة السودانية أو الجيش أو القوات المشتركة توضح الوضع العسكري داخل المدينة، إذ لا يصدر الجيش عادة بيانات في حال كانت المعارك ما تزال مستمرة.

ولفت المراسل إلى أن القوات المتبقية داخل مدينة الفاشر تواصل المقاومة، وتخوض ما يشبه حرب المدن، قائمة على الكرّ والفرّ داخل الأحياء الرئيسية.

موجة نزوح من الفاشر

وتشهد الفاشر موجة نزوح كبيرة، حيث غادر مئات الآلاف من السكان هربًا من ويلات القتال، وسلكوا طرقًا محفوفة بالمخاطر، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، وفق المراسل.

وتابع أن “سكان الفاشر كانوا محاصرين أصلًا ويعانون أوضاعًا إنسانية مزرية، حيث نحلت أجسادهم من الجوع ونقص الغذاء. وهم اليوم يواجهون مصيرًا أكثر قسوة بالنزوح سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة عبد الواحد محمد نور”.

وبحسب مراسل التلفزيون العربي، فإن إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر يُعدّ بمثابة إحكام قبضتها على إقليم دارفور بالكامل، باستثناء بعض المناطق التي ما تزال تحت سيطرة حركة عبد الواحد محمد نور، والتي يقصدها الآن النازحون من الفاشر، وسط تداعيات إنسانية كبيرة للغاية.

وتحدث المراسل عن انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مشاهد الإذلال والتعدي على المدنيين من قِبل عناصر الدعم السريع، واتهامهم بالتخابر أو بالانتماء للجيش والقوات المشتركة.

وطالب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بتوفير ممرٍّ آمن للمدنيين المحاصَرين في الفاشر بعدما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتَها على المدينة.

وقال فليتشر في بيان إنه مع تقدم المقاتلين وقطع طرق الهروب، أصبح مئاتُ الآلاف من المدنيين محاصَرين ومرعوبين، ويتعرضون للقصف ويتضورون جوعًا، كما أنهم لا يحصلون على الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان.

في السياق ذاته، طالب مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس قوات الدعم السريع بحماية المدنيين في المدينة وفتح ممرات إنسانية فورًا وتمكين المدنيين من الوصول إلى مناطقَ آمنة.

وأشار بولس إلى أن العالم يراقب بقلق أفعالَ قوات الدعم السريع والوضعَ في الفاشر