![]()
أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة واليابان وقّعتا الثلاثاء خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى طوكيو اتفاقية إطارية لـ”تأمين إمدادات” البلدين من المعادن النادرة، في وقت تفرض فيه الصين قيودًا صارمة على صادراتها من هذه المواد الأساسية.
من جهتها، تعهدت رئيسة وزراء اليابان الجديدة، ساناي تاكايتشي، بتحقيق “عصر ذهبي” في علاقات بلادها مع الولايات المتحدة، وذلك في مستهل اجتماعها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في طوكيو.
ووقع ترمب، الذي يزور اليابان في ثاني محطة من جولته الآسيوية التي تستغرق أسبوعًا، سريعًا مع تاكايتشي اتفاقًا يضع إطارًا لتأمين عمليات التعدين ومعالجة العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحيوية الأخرى.
اتفاقية لـ”تأمين إمدادات” المعادن النادرة
ويأتي ذلك عقب قرار الصين الأخير بتشديد الرقابة على صادرات هذه المواد، التي تُعد ضرورية لمجموعة واسعة من المنتجات، ومن المقرر أن يلتقي ترمب بالرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع لإجراء محادثات حاسمة وسط حرب تجارية محتدمة.
وأعلن البيت الأبيض، أن البلدين يخططان للتعاون من خلال السياسات الاقتصادية والاستثمارات المنسقة لتسريع تطوير أسواق متنوعة وشفافة وعادلة للمعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة.
وأضاف البيان أن هدف الاتفاق هو “مساعدة البلدين على تحقيق المرونة والأمن في سلاسل توريد المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة”.
وتنصّ الوثيقة التي وقّعها الرئيس الأميركي ورئيسة الوزراء اليابانية ونشر فحواها البيت الأبيض على تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة واليابان وتأمين رؤوس الأموال اللازمة لدعم استخراج هذه المعادن ومعالجتها في كلا البلدين.
وفي وقت سابق، قال تاكايتشي: “أود أن أحقق عصرًا ذهبيًا جديدًا للتحالف الياباني الأمريكي، حيث ستصبح كل من اليابان والولايات المتحدة أقوى وأكثر ازدهارًا”. ثم جلس الزعيمان لإجراء محادثات، بعد أن شاهدا معًا بثًا مباشرًا لمباراة في سلسلة بطولة البيسبول العالمية، شارك فيها النجم الياباني شوهي أوتاني.
وخلال حديثهما الخاص، أفاد البيت الأبيض بأن تاكايتشي ستقوم بترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام، وهي جائزة يسعى الرئيس الأميركي للحصول عليها منذ عودته إلى البيت الأبيض
وهنأت تاكايتشي، التي أصبحت الأسبوع الماضي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، ترمب على دوره في تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وبين تايلاند وكمبوديا.
وفي تصريحات مفتوحة للإعلام قبل القمة، أشار الزعيمان عدة مرات إلى رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بترمب خلال فترته الأولى في الحكم.
وتاكايتشي، التي تُعد من المقربين لآبي وتتبنى موقفه المتشدد تجاه التوسع العسكري الصيني في المنطقة، شكرت ترمب على “صداقته الدائمة” مع آبي، الذي تم اغتياله في عام 2022.
وفي اليوم الأول من محاكمة المتهم بقتل آبي باستخدام سلاح محلي الصنع، وصف ترمب آبي بأنه “صديق عظيم”، مضيفًا أنه “تحدث بشكل رائع” عن تاكايتشي قبل أن تتولى رئاسة الوزراء.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين الجانبين على التجارة والأمن، بعد أشهر من حصول سلف تاكايتشي، شيغيرو إيشيبا، على تنازلات جمركية من البيت الأبيض مقابل استثمارات يابانية ضخمة في الاقتصاد الأميركي.
وتخطط اليابان لشراء المزيد من فول الصويا الأميركي، والشاحنات الصغيرة، ومنتجات أخرى للحصول على مزيد من التسهيلات من ترمب.
“أعظم تحالف في العالم”
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، أكد الزعيمان “التزامهما القوي بتنفيذ هذا الاتفاق العظيم”، مشيرين إلى أنها “سيساعد البلدين على تعزيز الأمن الاقتصادي، ودفع النمو الاقتصادي، وبالتالي المساهمة المستمرة في الازدهار العالمي”.
ووصفت تاكايتشي العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان بأنها “أعظم تحالف في العالم”، مضيفة أن اليابان “مستعدة للمساهمة في السلام والاستقرار العالميين”.
وترمب، الذي التقى الإمبراطور ناروهيتو للمرة الثانية في القصر الإمبراطوري بعد وصوله إلى اليابان مساء الإثنين، رحّب بالطلبات اليابانية لشراء معدات عسكرية أميركية، مضيفًا أن الاقتصادين سيشهدان “تبادلًا تجاريًا كبيرًا”.
وهنأ تاكايتشي على كونها أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، واصفًا ذلك بأنه “أمر كبير”.
وأشار مجددًا إلى آبي، قائلاً إنه “شرف” له أن يلتقي بها بعد وقت قصير من توليها المنصب، متنبئًا، بأسلوبه المعتاد، بأنها ستكون واحدة من “أعظم رؤساء الوزراء في تاريخ البلاد”.
وقال ترمب: “أي شيء يمكنني فعله لمساعدة اليابان، سنكون هناك”. وأضاف: “ستقومين بعمل رائع، وسنحظى بعلاقة رائعة”.