![]()
متابعات – السوداني
ارتكبت ميليشيا الدعم السريع المتمردة، لليوم الثالث على التوالي عقب سقوط مدينة الفاشر، بأوامر ثاني قائد الميليشيا عبد الرحيم دقلو – الذي يقود المعارك – حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية ضد جميع سكان المدينة، حيث يتم القتل على الهوية بطريقة وحشية، وينفذون الإعدامات الميدانية بدم بارد، يبتسمون أمام الكاميرا كما لو كانوا يحتفلون بصيد ناجح.
لقد بلغ الحصار الذي فرضته الميليشيا على الفاشر لأكثر من (600) يوم، والذي أدى إلى مجاعة قاتلة، ذروته اليوم، ومع انهيار الدفاعات وانسحاب الجيش، بحسب ما أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اندلعت عمليات الإبادة الجماعية.
وقع ما لا يقل عن ألفين قتيل، ملقاة جثثهم على الطرقات وأطراف المدينة وداخل المنازل، ولا يوجد من يدفنهم، وتخيّم على الأجواء رائحة الموت والبارود. ويصف بعض الناجين من المدينة صباح اليوم هذه الجرائم بأنها تطهير عرقي، وشددوا على أن القتل يستهدف غير المسلحين بناءً على انتمائهم العرقي. كشفت لجان مقاومة الفاشر عن تصفيات عرقية ممنهجة في جميع الأحياء.
في وسط هذا الجحيم، يبقى مصير مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين مجهولًا، نصفهم أطفال، يواجهون المجاعة والقصف العشوائي والرصاص.
الفاشر الدامية تصرخ، بينما يستمر التواطؤ الدولي في إطالة أمد المأساة.
يقول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “لقد حان الوقت ليواجه المجتمع الدولي بوضوح كافة الدول التي تتدخل في الحرب في السودان وتغذي الصراع بالأسلحة، وحثها على التوقف… المشكلة ليست فقط في القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولكن أيضًا في التدخل الخارجي المتزايد”.
تسود حالة من الحزن والغضب في أوساط الشعب السوداني جراء جرائم الحرب والانتهاكات والفظائع واسعة النطاق التي ترتكبها الميليشيا ضد مواطني الفاشر، مع تصاعد دعوات محاسبة الجناة وقادة وداعمي الميليشيا أمام المحكمة الجنائية الدولية.