![]()
قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور السوداني، الثلاثاء، إن مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها شهدت “مجازر وإبادة وحشية ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع”.
وأضاف مناوي، في خطاب متلفز، أن “ميليشيا الدعم السريع روّجت لمجازرها المقبلة قبل أكثر من أسبوع، محذّرة مقاتليها من تصوير الأفعال الإجرامية، في محاولة لطمس الحقيقة ودفن الشهود مع الضحايا”.
وتُعدّ مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من أبرز النقاط الساخنة في الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/ نيسان 2023، إذ شهدت خلال الأشهر الماضية مواجهات عنيفة وأوضاعًا إنسانية متدهورة.
“أدوات خراب مأجورة”
والإثنين، أقر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بانسحاب قواته من مدينة الفاشر.
وقال البرهان في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني: “وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن”، مؤكدًا أن قواته “ستقتص لما حدث لأهل الفاشر”.
من جهته، أشار مناوي في كلمته إلى قوات الدعم السريع وقال: “هؤلاء ليسوا قادة ولا رجال دولة، بل أدوات خراب مأجورة. وكل من يُساعدهم أو يُبرر بقاءهم هو مجرم”.
وأوضح: “نحن كأهل دارفور جزء أصيل من السودان. لضمان وحدة السودان، يجب هزيمة الأداة التي تستغلها القوى الساعية للاحتلال، وهي الدعم السريع. هذه معركة وجودية لا تقف عند سقوط مدينة واحدة”.
كما تحدّث عن المرحلة القادمة وقال: “سنركز على موضوع النزوح واللجوء، والذي تسببت فيه قوات الدعم السريع عمدًا. يجب توثيق الجرائم للإدانة وضمان عدم الإفلات من العقاب، وكذلك العمل على استقطاب الدعم لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين”.
ضحايا من الهلال الأحمر
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر السوداني، الثلاثاء، مقتل 5 من عناصرها المتطوعة وفقدان 3 آخرين بمدينة بارا بولاية شمال كردفان، جنوبي البلاد.
وذكرت الجمعية في بيان “تناولت الوسائط فيديو يظهر تعذيب متطوعين وضرب بعض أعضاء فريق متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني بمدينة بارا بولاية شمال كردفان، في مشهد يندى له جبين الإنسانية”. وأكملت “وقد تأكد مقتل 5 متطوعين فيما لا يزال مصير ثلاثة متطوعين مجهولًا”، دون توجيه اتهام لجهة بعينها.
غير أنه في وقت سابق الثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر عناصر يعتدون على مدنيين يرتدون زي شارات جمعية الهلال الأحمر السوداني، وقالت وسائل إعلام محلية إن المعتدين من “قوات الدعم السريع“.
وأشار بيان الجمعية إلى أن “أعضاء الهلال الأحمر كانوا في مهمة رسمية ضمن فريق توزيع الوجبات الغذائية (التكايا) بمدينة بارا وهم مميزين بشارات الهلال الأحمر التي من المفترض أن توفر لهم الحماية الكاملة”.
وتابع: “إنهم يحملون بطاقات تعريفية صادرة عن فرع جمعية الهلال الأحمر السوداني بشمال كردفان (بطاقة متطوع)”.
وأضاف البيان أن “ما حدث يُعد انتهاكًا صارخًا للقيم والمبادئ الإنسانية التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف، وتقوم عليها حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتي تُلزم جميع الأطراف باحترام العاملين في المجال الإنساني”.
وطالب جميع الجهات بضرورة “احترام شارة الهلال الأحمر وعدم استهداف المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني، وناشد الجهات الوطنية والدولية بضرورة التحقيق في هذه الاحداث”.
