![]()
أدانت الولايات المتحدة، أمس السبت، ما وصفته بالفظائع الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر شمال دارفور.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان: إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ بشأن سلامة المدنيين داخل المدينة وأولئك الذين يفرون إلى المناطق المجاورة.
وأشارت الخارجية إلى أنها ستواصل العمل مع الشركاء لإيجاد مسار سلمي للمضي قدمًا وأنه لا يوجد حلٌ عسكري قابل للتطبيق وأن الدعم العسكري الخارجي لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع. وحثت كلا الطرفين على اتباع مسار تفاوضي لإنهاء معاناة الشعب السوداني.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
“تطهير عرقي ممنهج” في الفاشر
وجاء بيان الخارجية الأميركية في وقت كشفت فيه وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية بالسودان سليمى إسحاق، أن “قوات الدعم السريع” قتلت 300 امرأة خلال أول يومين من دخولها مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مبينة أن النساء “تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف وتعذيب”.
وقالت إسحاق في تصريحات لوكالة “الأناضول”: إن “الدعم السريع قتلت 300 امرأة خلال أول يومين من دخول الفاشر”، مضيفة أن النساء في المدينة “تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف وتعذيب”.
وأشارت إسحاق إلى أن “كل من يخرج من الفاشر إلى طويلة (بشمال دارفور) يتعرض للخطر” لأن طريق بينهما “أصبح طريقًا للموت”.
وتابعت: “هناك أسر ما زالت في الفاشر معرضون للسحل والتعذيب والتنكيل والإذلال والعنف الجنسي”، مشددة على أن “ما حدث في الفاشر تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبيرة يتواطأ فيها الجميع بالصمت”.
انتهاكات مروعة
وكان السودان قد قدّم السبت إحاطة للمفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية في جنيف، عن “الفظائع والانتهاكات المروعة” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته بالفاشر، معلنًا عن تشكيل لجان تحقيق.
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023، حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليًا، باتت قوات الدعم السريع تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربًا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ 13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
