تقرير عن التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في السودان

تقرير عن التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في السودان

Loading

قراءة شاملة للمشهد السوداني في ظل هدوء العمليات واتساع نطاق المعاناة الإنسانية

تقرير عن التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في السودان

متابعات – السودان الآن -شهدت الساحة السودانية خلال الفترة الأخيرة حالة من الارتباك المعلوماتي عقب سيطرة قوات الدعم السـ.ريع على مدينة الفاشر، وسط انتشار واسع للشائعات عبر منصات التواصل. ويهدف هذا التقرير إلى توضيح المشهد العام من الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية.

توقفت العمليات العسكرية الواسعة نسبياً بعد سقوط مدينتي بارا والفاشر، باستثناء الاشتباكات التي شهدتها منطقة جبل الهشابة الأسبوع الماضي، حيث تبادلت القوات الحكومية وقوات الدعم السـ.ريع السيطرة على المنطقة، مع تسجيل خسائر من الجانبين، قبل أن تعود القوات الحكومية وتثبت مواقعها مجددًا.

كما شهدت مناطق في شمال كردفان مثل الزريبة وأم دم حاج أحمد انسحابات للقوات الحكومية تلتها سيطرة قوات الدعم السـ.ريع، بينما تظل خطوط التماس في ولايات كردفان الثلاث هادئة نسبيًا مع اشتباكات متقطعة محدودة.

وتشير تقديرات ميدانية إلى احتمال أن يكون محور بابنوسة أحد أبرز مواقع المواجهة القادمة، حيث رُصدت تحركات لقوات الدعم السـ.ريع في محيط المنطقة، في وقت كثفت فيه القوات الحكومية عمليات الإسناد الجوي للفرقة 22 مشاة.

وفي محيط الأبيض، تواصلت تحركات لقوات الدعم السـ.ريع في مناطق مثل أم جمط وكازقيل والرهيد النوبة، فيما تستهدف الطائرات المسيّرة التابعة للقوات الحكومية مواقع متعددة غربي وشمالي كردفان. وفي المقابل حاولت مسيّرات تابعة لقوات الدعم السـ.ريع استهداف مواقع في العباسية، إلا أن بعضها سقط في منطقة للنازحين مما أدى إلى وقوع ضحايا من المدنيين.

ولا توجد مؤشرات حالياً على عملية هجومية واسعة تجاه مدينة الأبيض، حيث قد تقتصر التحركات على الضغط في الطرق الحيوية مثل طريق الرهد وأم روابة. كما لا توجد أي تحركات باتجاه الولاية الشمالية، خلافًا لما جرى تداوله خلال الأيام الماضية.

سياسيًا، صدرت إدانات دولية للانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، من بينها بيان للخارجية الأمريكية. وتدور نقاشات حول هدنة إنسانية محتملة لمدة ثلاثة أشهر برعاية الآلية الرباعية، وسط حديث عن ضغوط لعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقيادة قوات الدعم السريع، لم يتم التوافق عليه حتى الآن.

وتشهد الساحة السياسية الداخلية خلافات داخل تيارات إسلامية مختلفة، إضافة إلى تباينات في المواقف تجاه العلاقات الخارجية، خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري المحتمل بين القوات الحكومية وإيران، مقابل تحفظات من جهات أخرى.

إنسانيًا، تتواصل معاناة واسعة في عدد من المدن، حيث سُجلت موجة نزوح لافتة من مدينة الأبيض باتجاه ولايات أخرى مثل الجزيرة وكوستي. كما تعيش مدينة بارا أوضاعًا إنسانية صعبة عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، بينما تتدهور الأوضاع في كادوقلي نتيجة الحصار ونقص الغذاء والدواء. وفي الخرطوم، يعاني سكان عائدون من جبايات وارتفاع أسعار السلع والخدمات.

وتظل آثار الحرب ممتدة على المواطن السوداني داخل البلاد وخارجهاتقرير عن التطورات العسكرية والسياسية والإنسانية في السودان، في ظل غياب حلول سياسية قريبة تُنهي المعاناة المستمرة.

نسأل الله اللطف بعباد السودان وحفظ المدنيين من كل سوء