الجيش أكد الاستمرار في القتال.. ما آفاق إنهاء الحرب في السودان؟

الجيش أكد الاستمرار في القتال.. ما آفاق إنهاء الحرب في السودان؟

Loading

بحث  اجتماع مجلس الأمن والدفاع برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقترح هدنة مؤقتة في السودان، في وقت تُحكم فيه قوات الدعم السريع قبضتها على الفاشر وتواصل حشد قواتها في ولاية شمال كردفان.

ومع أن مصدرًا حكوميًا سودانيًا أكد أن الجيش سيناقش المقترح الأميركي بشأن الهدنة، خرج وزير الدفاع ليؤكد أن الجيش سيواصل القتال، ويشكر إدارة الرئيس ترمب على جهودها من أجل السلام.

وبعكس الموقف الميداني المتوتر، بدا مستشار ترمب للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، متفائلًا بقرب الإعلان عن هدنة مؤقتة، قد تمتد إلى ثلاثة أشهر، تليها عملية سياسية مدتها تسعة أشهر.

وأكد المسؤول الأميركي أن الجيش والدعم السريع رحبا مبدئيًا بمقترح الهدنة الإنسانية، لكنهما يدرسان بنودها، باعتبارها اتفاقًا يشمل آليات المراقبة والتنفيذ والجوانب الفنية واللوجستية.

والكشف عن مقترح الهدنة تزامن مع دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى طرفي النزاع؛ للعمل مع مبعوثه الخاص للتوصل إلى تسوية عبر المفاوضات.

وجاءت الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع في خضم استمرار تردي الأوضاع الإنسانية وتحذيرات أممية من أن البلاد تواجه أكبر أزمة غذائية في العالم.

وتؤكد جهات دولية ومحلية بأن الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين والنازحين في إقليمَي دارفور وكردفان؛ ما زالت مستمرة، لاسيما في مدينتَي الفاشر وبارا.

“الكثير من العموميات”

وفي هذا السياق، يقول عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، إن البيان الذي تلاه وزير الدفاع نيابة عن مجلس الدفاع والأمن فيه الكثير من العموميات، ولم يتضمّن إجابات مباشرة للأسئلة التي تدور في الشارع السوداني.

ويشير في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، إلى أنه قد يُفهم من سياق هذا البيان أنها محاولة لوضع خطاب عام لا يرفض الهدنة وفي الآن عينه لا يقبلها.

 

ويلفت ميرغني إلى أن الجيش السوداني وافق بالفعل على الهدنة من حيث المبدأ، وبدأ في مناقشة تفاصيلها الفنية واللوجستية، مثل آليات الرقابة، والضمانات الأمنية، والتمويل، والتعامل مع الخروق.

ويقول إن هناك معلومات عن أن النقاشات في هذا الملف قطعت شوطًا، وأن هناك اتفاقًا يلوح في الأفق، لكن لم يتم التوصل بعد إلى الصيغة النهائية.

“تضخيم إعلامي”

بدوره، عمران عبد الله حسن، مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان، يقول إن “موقف القوات منذ اندلاع الحرب هو الموقف المتسق مع المصلحة العامة للشعب السوداني”.

ويضيف حسن في حديث للتلفزيون العربي من لندن، أن “الدعم السريع كان منذ اليوم الأول يطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية”.

ويردف: “منذ اليوم الأول كنا نرحب بأي بارقة أمل يمكن أن توقف هذه الحرب وتوقف معاناة الشعب السوداني، ولذلك عندما جاءت هذه المبادرة كنا من أوائل المرحبين بها، دون أي شروط مسبقة”.

ويلفت إلى أن “وفد قوات الدعم السريع موجود على طاولة المفاوضات منذ البداية، وأن القوات منفتحة على أي جهد من شأنه أن يسهم في إنهاء معاناة المدنيين”.

 

وفي رده على الاتهامات بارتكاب قوات الدعم السريع مجازر بحق المدنيين، يتحدث عن “تضخيم إعلامي كبير جدًا” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

ويعتبر أن الهدف من هذا التناول الإعلامي لم يكن حرصًا على المدنيين.

“تقسيم السودان غير ممكن”

بدوره، يرى تيموثي كارني، السفير الأميركي السابق في السودان، أنه “لا يمكن القول إن الطرفين متساويان في حجم الانتهاكات، فقوات الدعم السريع ارتكبت فظائع أكثر بكثير من الجيش السوداني، لكن لم يكن هناك أي شكل من أشكال الساءلة”.

ويرى في حديثه للتلفزيون العربي من ماساتشوستس، أن على كلا الطرفين أن يفعلا الأقسام المتعلقة بالتحقيقات، للتحقيق والمعاقبة بشأن هذه الجرائم.

ثم ينفي اعتقاده بأن قوات الدعم السريع لديها أي أقسام في هذا المجال، مشيرًا في الآن عينه إلى أن الجيش السوداني يتمتع بذلك ويجب عليه تفعيلها فورًا، وبدء التحقيقات بشأن المزاعم عن جرائم القتل والاغتصاب والانتهاكات الإنسانية.

وردًا على سؤال عن احتمال تقسيم السودان، يستبعد كارني هذا السيناريو تمامًا، ويقول: “لا أرى أن تقسيم السودان ممكن على الإطلاق”.