![]()
شدّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الخميس، على عزم الجيش السوداني تأمين حدود السودان كافة حتى أقصاها، بالتزامن مع تصاعد الأزمة الإنسانية في الفاشر وتسجيل حالات اغتصاب جماعي وقتل ممنهج، وفق ما منظمة العفو الدولية.
وقال البرهان في كلمة خلال اجتماعه مع القيادة الجوالة، إنّ الجيش السوداني عازم على “دحر الميليشيا المتمردة”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، مؤكدًا أنّ من يُقاتل باسم الشعب “لن يُهزم”.
مرتزقة كولومبيون في السودان
من جهته، أعلن وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي، أنّ مدينة بوصاصو بإقليم بونتلاند شمال شرقي البلاد، تشهد عمليات سرية لنقل مرتزقة كولومبيين، وإقلاع طائرات محمّلة بالمعدات للعبور إلى تشاد والنيجر وصولًا إلى غربي السودان.
وأوضح فقي أمام مجلس الشيوخ الصومالي، أنّ هذه ليست مجرد شائعات أو أخبار مفبركة، وأنّ على أعضاء مجلس الشيوخ عدم التستر على هذه الأخبار، وعلى الحكومة أن تتحقق من هذه العمليات السرية.
انتهاكات الفاشر “تتجاوز الإحصائيات المعلنة”
وفي سياق تطورات النزاع العسكري في السودان، أكدت منظمة العفو الدولية ضرورة حماية المدنيين في إقليم كردفان، في أعقاب تصاعد هجماتِ قوات الدعم السريع في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم “شبكة أطباء السودان” محمد فيصل للتلفزيون العربي من مانشستر، إنّ أعداد القتلى في الفاشر تجاوز الإحصائيات المعلنة جراء صعوبة التواصل مع العاملين فيها.
وأكد فيصل أنّ قوات الدعم السريع تُواصل استهدافها للكوادر الطبية العاملة في المدينة، مضيفًا: “تأكدنا يوم أمس من وفاة الطبيب آدم والذي اختُطف منذ سيطرة الدعم السريع على الفاشر”.
وأوضح أنّ قوات الدعم السريع تمنع الآلاف من الخروج من الفاشر، وتضع من يغادرونها في معسكرات في مدينة طويلة وما جاورها. كما تمنع الإغاثات الدولية من الوصول إلى المدينة، على حد قوله.
وأفاد فيصل بوفاة عشرات المدنيين في أطراف مدينة الأُبيّض جراء استهدافات قوات الدعم السريع أمس الأربعاء.
كما تحدث عن أنّ المدنيين لا زالوا يتدفّقون من مدينة بارا إلى الأُبيّض، مؤكدًا أنّ الضغط ازداد على الأُبيّض مع ازدياد تدفّق النازحين إليها.
مناشدة بوقف الهجمات فورًا
من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية وجوب حماية المدنيين في إقليم كردفان، وسط تقارير عن تصاعد هجمات قوات الدعم السريع في المنطقة.
كما طالبت الأمينة العامة للمنظمة قوات الدعم السريع بوقف هجماتها فورًا، وضمان مرور آمن للراغبين في مغادرة مدينة الأُبيّض.
وأضافت في بيان أنه من غير المقبول أن يظل العالم مكتوف الأيدي بينما يتعرض المدنيون لخطر القتل على أيدي مقاتلي الدعم السريع، مطالبة بتجنب تكرار الفظائع التي حدثت في الفاشر.
كما دعت الدول التي وصفتها بأنّها “تُغذّي الصراع في السودان بالتوقّف فورًا، ومنها الإمارات”، التي طالبتها بضرورة إنهاء دعمها العسكري لقوات الدعم السريع، وتزويدها بالأسلحة، وفق ما جاء في البيان.
توثيق حالات اغتصاب جماعي وقتل ممنهج في الفاشر
ووقعت في الفاشر حالات اغتصاب جماعي وقتل ممنهج بحق مئات المدنيين، وفق ما أكدته الأمم المتحدة. كما دعا نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قوات الدعم السريع إلى وقف انتهاكاتها.
وقال حق: “نشعر بقلق بالغ إزاء تزايد التقارير عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين مع استمرار القتال في ولاية شمال دارفور”.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بدوره أن متطوعين محليين وثقوا حالات إعدام وعنف جنسي وإذلال وابتزاز وهجمات، من بين انتهاكات ممنهجة أخرى، بما في ذلك ضد الفارين من القتال عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 81 ألف سوداني نزحوا من الفاشر ومحيطها. ووصل آلاف النازحين الفارين إلى مدينة الدبة بالولاية الشمالية، بعد رحلة شاقة ومعاناة طويلة هربًا من أعمال العنف.
