![]()
نفّذ المستوطنون الإسرائيليون 264 اعتداء ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأشار نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحفي، الجمعة، إلى زيادة كبيرة في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.
أعلى حصيلة شهرية للشهداء منذ 20 عامًا
وقال إن “أوتشا سجلت الشهر الماضي، 264 هجومًا أسفر عن استشهاد فلسطينيين أو خسائر في ممتلكاتهم أو الاثنين معًا”، مؤكدًا أن هذا الرقم هو أعلى حصيلة شهرية منذ نحو 20 عامًا.
ولفت حق إلى أن عدد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ عام 2006 بلغ 6 آلاف و900، بينها 15% أي ما يعادل ألفًا و500 تقريبًا وقعت خلال العام الجاري.
وذكر أن أعمال عنف المستوطنين أسفرت عن تهجير 3 آلاف و200 فلسطيني من أرضهم، واستشهاد كثيرين بالرصاص، وإصابة مئات غيرهم، وفقدان آخرين كثر لمصادر رزقهم.
وأكد نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة أن اعتداءات المستوطنين تستهدف عادة أشجار الفلسطينيين وسياراتهم ومنازلهم والبنى التحتية الخاصة بهم.
استشهاد 42 طفلًا جراء اعتداءات المستوطنين
وبحسب حق، وثقت بيانات “أوتشا” استشهاد 42 طفلًا جراء اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية هذا العام، ما يشكل واحدًا من بين كل 5 شهداء فلسطينيين.
وذكّر حق إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وتابع: “إن مهمتنا في الأمم المتحدة هي الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات ورفعها إلى مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.
وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة من الجيش والمستوطنين بدأت بالتزامن مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
عنف إسرائيلي منظم في الضفة
وتشهد الضفة الغربية عنفًا منظمًا، فقد أعلن جيش الاحتلال قتل ثلاثة فلسطينيين واعتقال نحو 60 آخرين خلال أسبوع واحد، فيما تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهداء الثلاثة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 16 عامًا، وأُعدموا ميدانيًا في بلدات اليامون قرب جنين والجديرة قرب القدس المحتلّة.
في غضون ذلك، تتواصل عمليات الهدم والتهجير القسري، خصوصًا في مناطق “ج” التي تمثل نحو 60% من مساحة الضفة.
وقد حذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أوامر هدم جماعي في تجمع “أم الخير” بتلال الخليل، في خطوة تُعدّ جزءًا من سياسة إسرائيلية ممنهجة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وكشفت السنوات الأخيرة عن تداخل غير مسبوق بين المستوطنين والجيش، إذ يتحرّك الطرفان أحيانًا كجسد واحد، حيث يهاجم المستوطنون والجيش يوفّر الحماية. بل إن كثيرًا من هؤلاء المستوطنين يخدمون في وحدات احتياط متمركزة داخل المستوطنات نفسها، تحت غطاء سياسي من الحكومة.
