“لن تمر دون رد سياسي وقانوني”.. تصريحات ترمب تثير جدلًا في إيران

Loading

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة، والتي أعلن فيها مسؤولية واشنطن المباشرة عن العدوان على إيران في يونيو/ حزيران الماضي، جدلاً واسعًا في طهران.

فهذه التصريحات جاءت لتفتح فصلًا جديدًا من التوتر المتجدد بين طهران وواشنطن، في ظل جمود المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): إن ما كشفه ترمب مؤخرًا “يوثق الاعتداء الأميركي السافر على سيادة إيران واستهداف علمائها ومنشآتها”.

وأشار إلى أن هذه الاعترافات “لن تمر دون رد سياسي وقانوني في المحافل الدولية”.

“إغاظة سياسية”

وقال حسام دياب، مراسل التلفزيون العربي من طهران: إن تصريحات رئيس البرلمان الإيراني تأتي ردًا مباشرًا على ما قاله ترمب بشأن “مسؤوليته المباشرة” عن استهداف منشآت نووية وعلماء إيرانيين في يونيو/ حزيران الماضي.

وأضاف دياب أن ترمب وصف تلك العمليات بأنها “انتصار إستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها”، إذ يرى أنها أبعدت “خطرًا إيرانيًا محتملًا” في المنطقة وعطّلت البرنامج النووي الإيراني لسنوات.

وأشار مراسلنا إلى أن هذه التصريحات تُفهم في طهران ضمن ما يُعرف بـ”الإغاظة السياسية” المتبادلة بين الجانبين، حيث يحرص ترمب على مهاجمة إيران في كل مناسبة، بينما ترد طهران برسائل سياسية ورمزية حادة تؤكد استعدادها للمواجهة واستمرارها في تحدي الضغوط الأميركية.

إشارات سياسية وعسكرية من طهران

وأوضح دياب أن الجانب الإيراني يستخدم “إشارات ناعمة وخشنة” في الوقت نفسه تجاه واشنطن، تشمل:

  • استعراضات عسكرية وتصريحات عن الجاهزية للمواجهة.
  • الاحتفال السنوي بذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979.
  • استحضار رموز من التاريخ الفارسي القديم في خطاباته الرسمية، كرسائل رمزية تؤكد أن “أعداء إيران سيركعون أمامها”.

هذه الإشارات – بحسب مراسل التلفزيون العربي – تمثل إستراتيجية مزدوجة تجمع بين الردع والدبلوماسية الرمزية، في وقت تشير فيه المؤشرات إلى توقف مفاوضات الملف النووي الإيراني حتى إشعار آخر.

توتر متجدد بين طهران وواشنطن

منذ انسحاب إدارة ترمب من الاتفاق النووي عام 2018 وفرضها عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، يشهد البلدان حالة من التوتر المستمر. وتبادل الطرفان اتهامات متكررة بالتصعيد في ملفات الأمن الإقليمي والبرنامج النووي الإيراني.

وخلال الأعوام الماضية، تعرضت منشآت نووية إيرانية لهجمات سيبرانية وانفجارات غامضة، بينما اتهمت طهران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراءها.