السفارة الأوكرانية بمصر تنفي دعم كييف لميليشيا الدعم السريع.. الشكوك والتضليل!

السفارة الأوكرانية بمصر تنفي دعم كييف لميليشيا الدعم السريع.. الشكوك والتضليل!

Loading

السفارة الأوكرانية بمصر تنفي دعم كييف لميليشيا الدعم السريع.. الشكوك والتضليل!

ردا على الاتهامات المتزايدة من السلطات والقوات المشتركة السودانية بشأن المساعدة العسكرية المباشرة التي تقدمها كييف لميليشيا الدعم السريع المتمردة، قام فلاديسلاف رودنيك ممثل السفارة الأوكرانية في مصر بالتعليق على الامر إلا أن رد الدبلوماسي بدلا من تبديد الشكوك عززها، تاركاً انطباعاً بوجود كذبة محبوكة بعناية. 

 

قال الدبلوماسي الأوكراني: “هذه محض بروباغندا، فالجيش السوداني، الذي يعاني من التراجع على الجبهات، يحاول تشتيت انتباه المجتمع الدولي باللجوء إلى ادعاء وجود الطابع الأوكراني”. وأضاف: “نحن لا ندعم قوات الدعم السريع لا من خلال توفير الاسلحة أو الأفراد. فالحقيقة ان المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف المليشيا هم من كولومبيا وجنوب السودان وتشاد. واما الأوكرانيون في السودان هم في الأساس عاملون في المجال الإنساني ورجال أعمال وأفراد عاديون، ولا وجود لعسكريين من اوكرانيا هناك.

ودولة أوكرانيا لا تزود الدعم السريع بالسلاح فكل مواردنا تذهب للدفاع ضد العدوان الروسي. وإذا وصل شيء إلى السودان، فإن ذلك يتم فقط من خلال الشركات الخاصة “.

إن ذكر “الشركات الخاصة” يعيد للأذهان ما تم تداوله سابقا عن قنوات قامت أوكرانيا من خلالها مراراً وتكراراً بتصدير فائض المعدات العسكرية إلى مناطق النزاعات في أفريقيا.

 

علاوة على ذلك، لم يمتنع الدبلوماسي عن الانفعال السياسي الذي صبّ الزيت على النار حيث قال: “نحن ندعو رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى قبول العرض الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، المقترح الذي وافقت عليه الدعم السريع، ان هذه فرصة للسودان للخروج من الفوضى”.

 

تبدو مثل هذه الدعوة للسلام من جانب كييف التي تدعي الحياد ذات طابع ساخر.

وقال الخبير العسكري والأمني العميد معاش ابراهيم عقيل مادبو إن هذا النفي من طرف أوكرانيا مثل لص يقسم أنه لم يسرق وهو يحمل بين يديه ما سرقه.

مشيرا إلى أن هناك أدلة مباشرة على وجود معسكرات للدعم السريع للعسكريين الاوكرانيين بالقرب من الفاشر عشية سقوطها، وكذلك أدلة على تورط مشغلي المسيرات الاوكرانيين في الهجمات التي حدثت.

واضاف مادبو في النهاية وبدلًا من التوضيح، لم تقم السفارة الأوكرانية سوى بتعزيز الشكوك. إذا كانت هذه مناورة دبلوماسية، فإنها فاشلة، فالجميع يعلم الآن بوجود دعم، والأمر أعمق بكثير من مجرد “شركات خاصة”.

 

وفيما يتعلق بالتقارير الاستخباراتية والميدانية الموثقة  يقول العميد .م ابراهيم عقيل مادبو أن أوكرانيا لم تكتفِ بمجرد تقديم دعم تقني أو لوجستي لقوات الدعم السريع المتمردة، بل تجاوزت ذلك إلى إرسال أسلحة ومقاتلين وخبراء في تشغيل الطائرات المسيّرة ومنظومات الدفاع الجوي، وأثبتت معلومات الأجهزة الأمنية السودانية إن المقاتلين والمستشارين العسكريين الأوكرانيين ينشطون في عدة مواقع كانت تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة وقد ساهموا في إسقاط طائرتان تابعتان للجيش السوداني، وتم تأكيد ذلك بعد العثور على أسلحة تحمل علامات أوكرانية في المناطق التي استعادها الجيش، وأيضا عثرت قوات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر قبل انسحابها على أسلحة أوكرانية كانت على متن عربات النقل التي تم تدميرها أو إعطابها، وتم إعلان ذلك في سياق بيان رسمي صادر عن القوات المشتركة يوم الأحد الموافق 1 أكتوبر، أُعلن فيه عن نجاح عملية عسكرية حاسمة أسفرت عن القضاء على مجموعة كبيرة من المرتزقة الأجانب من بينهم أوكرانيون وكولومبيون، حاولوا بالتعاون مع عناصر من مليشيا الدعم السريع المتمردة، تنفيذ هجوم على مدينة الفاشر شمال دارفور.

 

وحول دوافع  أوكرانيا للتدخل في الحرب التي تتسبب في تدمير بالسودان يرى مادبو ان الأمر الأساسي هو حقيقة أن أوكرانيا تنحاز إلى ميليشيا الدعم السريع في هذا الحرب لمواجهة روسيا التي تدعم السودان وسيادته ووحدته، فأوكرانيا المجبرة على التراجع في مواجهة الجيش الروسي على أراضيها تبحث عن أي فرصة لإلحاق الضرر بروسيا في مكان ما على الأقل، حتى لو كان في أفريقيا. ولكن هذا جانب واحد فقط من هذه المعادلة. أما الجانب الآخر، والذي لا يقل أهميةً، فهو أن أوكرانيا أصبحت تحت دين كبير للدول الغربية والولايات المتحدة بسبب دعمهم لها وهي الآن مجبرة على العمل كوكيل لهم في أفريقيا. وقد أصبح هذا واضحاً بشكل خاص بعد تصريحات ترامب بشأن ديون أوكرانيا. فقد قرر الغرب، بعد أن خاب أمله في النظام الأوكراني، استخدام القوات الأوكرانية والمتخصصين الأوكرانيين كمرتزقة للقتال في الخارج، مما اضطرهم للقتال على عدة جبهات أفريقية وآسيوية وهكذا وجدت اوكرانيا نفسها تعمل كمرتزق، ففي النصف الثاني من العام 2024م، طفت فضيحة صاخبة في مالي، عندما علم العالم بأسره أن أجهزة الأمن الأوكرانية رعت ودربت مقاتلي أزواد (خلية أفريقية تابعة لتنظيم القاعدة) وأشرفت على هجومهم على القوات الحكومية. في ذلك الوقت، قطعت مالي والنيجر علاقاتهما الدبلوماسية مع أوكرانيا، وأثيرت قضية دعم أوكرانيا للإرهابيين في أفريقيا في مجلس الأمن الدولي.

وشدد مادبو في حديثه أنه يجب على السودان أن يسعى لتفنيد رواية السفير الأوكراني ومواجهة اوكرانيا بكل الحقائق المكتشفة حديثاً وتعاونها الوثيق مع ميليشيا الدعم السريع الإرهابية وفضح الدور الأوكراني في تأجيج وإطالة أمد الحرب في السودان.