![]()
لا يزال جدل نزع سلاح حزب الله يأخذ الحيّز الأوسع من النقاش، داخل لبنان وخارجه. ويؤكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري في مقابلة مع التلفزيون العربي استحالة سحب سلاح حزب الله خلال ستين يومًا، وهو التوقيت المحدد أميركيًا لإنجاز المهمة.
ويجزم متري أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملًا رغم نقص الإمكانات.
أما بشأن وقف عمليات تبيض الأموال وتجفيف مصادر تمويل حزب الله، وهو الملف الذي قاد وفدًا رفيع المستوى من وزارة الخزانة الأميركية إلى بيروت، فيقول متري إن لبنان غير قادر على منع وصول كل الأموال إلى بعض الأطراف في الداخل.
ويلفت إلى أن البنك المركزي حظر التعامل مع مؤسسة “القرض الحسن” التابعة لحزب الله.
جدل مفتوح بشأن المفاوضات
وعن الشق التفاوضي يشير الوزير اللبناني إلى أن إسرائيل تواجه دعوات التفاوض اللبنانية بالتصعيد الميداني.
وفي هذا السياق، يقول المبعوث الأميركي توم براك للتلفزيون العربي إن لبنان يرفض التحدث مباشرة مع إسرائيل، ما يبقي الجدال مفتوحًا بشأن شكل المفاوضات ويعيق إمكانية البدء بها.
وعن سلاح الحزب، يؤكد براك ضرورة نزعه. وهو ما رد عليه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بالتأكيد على التمسك بالسلاح، مردفًا أن اتفاق وقف إطلاق النار هو حصرًا لجنوب الليطاني، وأنه لا خطر على أمن المستوطنات.
وفي الأثناء، تواصل إسرائيل انتهاكاتها بصورة شبه يومية لاتفاق وقف إطلاق النار، بزعم منع الحزب من إعادة بناء قدارته.
وبحسب مراسلة التلفزيون العربي، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات تفجير في بلدة عيترون جنوبي لبنان، كما بدأت في نصب جدار إسمنتي بمحاذاة الخط الأزرق، وهو ما أكدته المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
كما أن المتحدثة أكدت للتلفزيون العربي أن الجدار يقع جنوب الخط الأزرق، وأن الموضوع قيد المتابعة.
لبنان بحاجة إلى رؤية تجمع السلاح والتفاوض
تعليقًا على المشهد، يرى الباحث السياسي قاسم قصير أن لبنان بحاجة إلى رؤية جديدة تجمع ما بين قوتَي السلاح والتفاوض، مشيرًا إلى أن الدولة “لا تستفيد من السلاح كما لا تطور سلاحها، وتريد الذهاب للمفاوضات بدون أي قوة”. ويتساءل: “لماذا سيفاوضك العدو بدون قوة”.
ومتحدثًا من بيروت، يقول قاسم للتلفزيون العربي إن حزب الله يراكم الآن قوته ويعيد ترتيب أوضاعه ولا يتحدث عن ذلك، “في انتظار اللحظة المناسبة لتوفر إمكانية الرد، وهو ما قد يحصل في أي لحظة”.
ويجزم قاسم أن الخيار الوحيد اليوم هو المبادرة المصرية، التي يرى أنها تتضمن مقاربة موضوعية للسلاح، إذ “لا تطالب بنزعه وإنما تجميده أو نحو ذلك، مقابل وقف إطلاق النار”.
“حماية لبنان لن تتم بميزان قوى عسكري”
ومن بيروت أيضًا، يعتبر الأكاديمي والباحث السياسي علي مراد أن ما تحدّث عنه نعيم قاسم هو تحديدًا ما تقوم به الحكومة، مؤكدًا أن لبنان أمام سلة متكاملة ولا يمكن فصل المسارات عن بعضها البعض. ويذكّر بأن الموقف اللبناني يدين بشكل دائم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
ويقول مراد في حديثه إلى التلفزيون العربي: إن حزب الله لم يعد لاعبًا إقليميًا بعد ما “فعله به العدو الإسرائيلي”، متسائلًا: “كيف نحمي لبنان من الاعتداءات في حين أن سلاح الحزب بوضعه الحالي، وغير قادر على خلق ميزان قوى جديد”.
ويلفت إلى أن لبنان بحاجة إلى خيار تفاوضي إستراتيجي، والخيار الدبلوماسي هو الخيار المتاح بالنظر إلى موازين القوى حاليًا، والتي تغيرت بعد وقف إطلاق النار، جازمًا أن حماية لبنان لن تتم بميزان قوى عسكري.
المبادرة المصرية “طوق نجاة لبنان”
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، يعتقد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي أن المبادرة المصرية تمثل طوق نجاة للبنان”.
ويشرح أن المبادرة تنطلق من مخاوف مصرية متنامية من انفجار الأوضاع، وقيام إسرائيل بشن هجوم شامل يتجاوز الجنوب اللبناني ويفجر الأوضاع في الداخل اللبناني.
ويوضح العشماوي أن مصر تريد استباق الأحداث، وتسعى للوصول إلى اتفاق، مردفًا أن “ذلك لن يتم إلا بوجود موقف لبناني موحد.
ويشير إلى أنه بخلاف ذلك “سنسير دائمًا في حقل ألغام دون أي أفق لأي حل”.
