نتائج الانتخابات تعقد التحالفات العراقية.. هل يبقى السوداني في منصبه؟ 

نتائج الانتخابات تعقد التحالفات العراقية.. هل يبقى السوداني في منصبه؟ 

Loading

يُسدل الستار في العراق على الانتخابات البرلمانية بعد حملات دعائية صاخبة. لم تأت النتائج بمفاجآت كبرى بشكل عام، إذ حافظت القوى التقليدية على سيطرتها على المشهد السياسي.

لكن اللافت هو نسبةُ المشاركة المرتفعة نسبيًا، إذ بلغت 56%، بعد مخاوف من تسجيل نسبة متدنية وعزوف واسع، في ظل مقاطعة التيار الصدري للعملية الانتخابية.

محمد شياع السوداني يدعو لاحترام إرادة الناخبين 

وأكد رئيس مجلس الوزراء رئيس “ائتلاف الإعمار والتنمية” محمد شياع السوداني، اليوم الاربعاء، تصدّر ائتلافه نتائج الانتخابات التشريعية “لأننا نؤمن أنّ العراق أولًا”.

وأضاف السوداني في كلمة له بمناسة إعلان النتائج الأولية للانتخابات: “سيبقى ائتلافنا أولًا بهمّة أبنائه المُخلصين”، مؤكدًا أنّ المرحلة المقبلة تستهدف بلورة حكومة جديدة قادرة على تمثيل البرامج”.

وإذ شكر المفوضية العليا للانتخابات على ما بذلته من جهود لإنجاح العملية الانتخابية، والمرجعية الدينية العليا على موقفها وإرشاداتها، دعا السوداني الجميع إلى جعل مصلحة البلد هي العليا واحترام إرادة الناخبين”.
 وأشار إلى أنّ “ائتلاف الإعمار والتنمية منفتح على جميع الأطراف من دون إستثناء”.

نتائج متوقّعة

وفي قراءة لنتائج الانتخابات البرلمانية الأولية في العراق، تُشير الباحثة في الشأن السياسي العراقي سهاد الشمري إلى أنّ نتائج الانتخابات كانت متوقّعة لأنّ ائتلاف الإعمار والتنمية أسّس جمهورًا يعمل على رؤية الأفضل والأكفأ في المكان المناسب. 

وتوضح في حديث من استوديو التلفزيون العربي في بغداد، أنّ المرشحين عن هذا الائتلاف خدموا أبناء شعبهم، وجاءت ارتدادات هذه الخدمة في صناديق الاقتراع.

وتُشير الشمري إلى أنّ التحالفات السياسية في البيت الشيعي وضمن المُكوّن الواحد ستكون مُعقّدة نوعًا ما، لأنّ بعض المُكوّنات السياسية كانت قد صرّحت بأنّ السوداني لا يسعى لولاية ثانية، لكن صناديق الاقتراع أفرزت رأيًا مغايرًا. 

وتقول الشمري: “نحن أمام إرادة الشعب العراقي وأمام رغبة سياسية قد تُحاول البقاء في السلطة”.

وتُضيف: “قد تتعرض التحالفات القائمة لضغوط لكي لا تتجاوز المدد الدستورية مما قد يدفع الكتل السياسية لحسم أمرها بصورة سريعة”.  

انقسام يُعقّد التحالفات

ومن جهتها، ترى الباحثة السياسية نوال الموسوي أنّ الخارطة الانتخابية مُعقّدة وشائكة وزادت من صعوبة تحقيق تحالفات مُرضية لجميع الأطراف السياسية. 

وتقول في حديث إلى التلفزيون العربي من استوديو التلفزيون العربي في بغداد: “إنّ الخصومة السياسة تأخذ مداها وقد تجلّت في تأخّر بيان المفوضية العليا للانتخابات عن الصدور”. 

وترى الموسوي في هذا التأخير وجود صعوبات في إيصال الفكرة للكتل السياسية المتخاصمة. 

كما تشير الباحثة السياسية إلى انقسام في البيتين الشيعي والسني، لكنّها تلحظ أنّ الأطراف الكردية هم شركاء أساسيون في الحياة الديمقراطية مما يستدعي توحّد آراء الأطراف لإنتاج تحالفات سياسية مرنة وقادرة على تمرير المطالب للشركاء والحلفاء. 

الموسوي تلفت إلى أنّ الاتفاق السياسي الذي أُبرم في عام 2021 كان واضح المعالم ويتضمّن شروطًا وبنودًا وثّقت ضمن المنهج الحكومي، مشيرة إلى أنّ رئيس الحكومة حقّق عددًا من هذه الشروط لكن بعضها لم يتحقّق بعد. 

إلى ذلك، تلفت الباحثة السياسية إلى خشية من أنّ التفوّق في عدد المقاعد البرلمانية قد يقوي رئيس الحكومة ويُضعف الأطراف السياسية الأخرى، ولاسيما تلك المنضوية داخل الإيطار التنسيقي. 

وتُشير الموسوي إلى تسريبات تُرجّح بقاء الإطار التنسيقي كما هو، لكن مع عزل السوداني وذهابه إلى ضفة المعارضة.  

“مشروع السوداني يفرض نفسه”

من جهته، يشير  القيادي في “ائتلاف الإعمار والتنمية” خالد وليد المرسومي إلى أنّ نتائج الانتخابات العراقية واضحة، حيث كسر مشروع وطني باسم “ائتلاف الإعمار والتنمية” حاجزًا كبيرًا لم يُكسر منذ انتخابات عام 2010. 

ويقول في حديث إلى التلفزيون العربي من أستوديوهات التلفزيون العربي في بغداد، إنّ تصدُّر “ائتلاف الإعمار والتنمية” في عدد كبير من المحافظات يُعطي دفعة لهذا المشروع. 

ويلفت المرسومي إلى أصوات تُحاول منع السوداني من تشكيل الحكومة، داعيًا إلى احترام إرادة الناخب العراقي الذي فقد الثقة بالعملية السياسية. 

ويقول: “هناك قوة تقليدية عليها الاعتراف بأنّها عجزت عن إيجاد بديل حقيقي”، مؤكدًا أنّ مشروع السوداني “يفرض نفسه كواقع”. 

ويرى أنّ أي مُحاولة لتشويه إرادة الشعب العراقي والذهاب إلى توافقية تُفضي إلى شخصيات غير قادرة على الاستمرار بعملية الإعمار والتنمية ستُعيد العراق إلى حالة من عدم الاستقرار، مشيرًا إلى أنّه على العراق مُواجهة الوضع الإقليمي بقيادة حكيمة وباتفاق داخلي واضح.