![]()
حذرت منظمات حقوقية ومؤسسات أهلية فلسطينية، من تسليم الفلسطيني محمود خضر عبد العدرا إلى فرنسا، عقب توقيفه للاشتباه بمشاركته في هجوم باريس عام 1982.
فقد أعرب بيان مشترك موقع من 13 منظمة حقوقية وأهلية على رأسها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان والمؤسسات المنضوية تحت مظلة مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية عن “الاستغراب والقلق البالغين إزاء التصريحات الرسمية الفلسطينية التي تشير إلى احتمال تسليم المواطن محمود خضر عبد العدرا، المعروف باسم ‘هشام حرب‘ إلى السلطات الفرنسية عقب توقيفه استنادًا إلى مذكرات توقيف دولية”.
وأكدت أن “أي إجراء يفضي إلى تسليم مواطن فلسطيني إلى جهة أجنبية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الأساسي الفلسطيني، الذي نصّت مادته الـ28 بوضوح على أنه ‘لا يجوز إبعاد أي فلسطيني عن أرض الوطن أو حرمانه من العودة إليه، أو منعه من المغادرة أو تجريده من الجنسية أو تسليمه إلى أية جهة أجنبية”.
تحذير من سابقة بملف تسليم هشام حرب
وتابعت: “أي مساس بهذا المبدأ يُعد تعدّيًا خطيرًا على السيادة الوطنية وحقوق المواطنين الدستورية، ويشكل سابقة تمس مكانة النظام القانوني الفلسطيني والتزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان”.
وشددت على أن هذه الإجراء “يفتح المجال أمام دول أخرى للمطالبة بتسليم فلسطينيين”.
وأضافت المنظمات أن “حق المواطن في محاكمة عادلة أمام قضاء وطني مستقل هو ركيزة أساسية في المنظومة الحقوقية الفلسطينية التي لا يجوز تجاوزها أو التنازل عنها تحت أي ظرف”.
ودعت القيادة الفلسطينية والجهات المختصة إلى “الالتزام التام بالقانون الأساسي وبالواجب الوطني في حماية حقوق المواطنين، والتعامل مع قضية المواطن محمود العدرا ضمن الإطار القضائي الفلسطيني الحصري، بما يكفل له ضمان محاكمة عادلة وإجراءات قانونية سليمة، بعيدًا عن أي تدخلات أو ضغوط أو اعتبارات سياسية”.
ماكرون يشكر عباس
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن شكره للرئيس الفلسطيني على “توقيف أحد المشتبه بهم” بتنفيذ هجوم شارع روزييه في العاصمة باريس.
وقال ماكرون إن توقيف المشتبه به يعد “خطوة مهمة لتحقيق العدالة للضحايا بعد مرور أكثر من 40 عاما على هذه الجريمة المقيتة”.
وأضاف أن “الأجهزة في الدولتين (فلسطين وفرنسا) تتعاون لنقل هذا المجرم ليواجه العدالة”.
وقبيل لقائه ماكرون، نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن عباس قوله في مقابلة معها إنه “لم يتبقَّ سوى بعض التفاصيل التقنية” قبل تسليم العقل المدبر المزعوم لهجوم شارع روزييه.
وفي 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، أوقفت السلطات الفلسطينية “هشام حرب” (مواليد 1955)، بعد الاشتباه بإشرافه على تنفيذ هجوم شارع روزييه في باريس عام 1982، والذي أدى إلى مقتل 6 أشخاص وفق وسائل إعلام فرنسية.
