وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة “إم23” (تحالف نهر الكونغو) المدعومة من رواندا، إطار اتفاقية سلام في الدوحة، ضمن مساعي التوصل إلى نهاية دائمة للقتال الذي دمّر شرق الكونغو.
وجرى اليوم السبت التوقيع على الاتفاق المسمى “إطار الدوحة لاتفاق سلام شامل بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة إم23” في العاصمة القطرية، وسط مراسم حضرها مسؤولون من الجانبين، إضافة إلى الولايات المتحدة ودولة قطر.
“إنجاز تاريخي”
ووصف كبير المفاوضين القطريين، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي هذه الخطوة بـ”الإنجاز التاريخي”.
وأضاف أن “الجهود مستمرة لتحقيق السلام على الأرض من خلال وضع آليات التنفيذ الملائمة”.
وأكد الخليفي في مؤتمر صحفي عقب الاتفاق أن التوصل إلى سلام شامل بين حكومة الكونغو وتحالف نهر الكونغو لا يكون بالقوة بل بالثقة المتبادلة.
وأشار إلى أن الدوحة احتضنت سلسلة جولات لتيسير التفاوض بين الجانبين، مشددًا على أن توقيع اتفاق الإطار ليس نهاية الطريق بل بداية لسلام شامل.
من جانبه، أبدى مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا مسعد بولس شكره لدولة قطر على الشراكة والتحالفات القوية مع الولايات المتحدة.
وأكد أن إنجازات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في غزة لم تكن ممكنة دون الشراكات المثمرة مع قطر ودول أخرى.
ورأى بولس أن اتفاق الإطار بالدوحة هو البداية نحو السلام، موضحًا أنه يتضمن آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.
جهود الدوحة من أجل السلام في الكونغو
واستضافت قطر جولات عدة من المحادثات المباشرة بين حكومة الكونغو وحركة “إم23” منذ أبريل/ نيسان الماضي، لكنها تناولت بشكل كبير الشروط المسبقة وتدابير بناء الثقة.
وفي يوليو/ تموز، وقّعت سلطات كينشاسا وحركة “إم23” إعلانًا مبدئيًا في الدوحة لوقف إطلاق النار، عقب اتفاق سلام وُقّع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا نهاية يونيو/ حزيران في واشنطن.
وانخرطت دولة قطر، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، في محادثات متواصلة على مدى أشهر، بهدف إنهاء الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تسيطر حركة “إم23” على مدن رئيسية فيها.
ومنذ عودتها إلى حمل السلاح في نهاية 2021، سيطرت الجماعة على مساحات شاسعة في المنطقة بدعم من رواندا المجاورة، ما تسبب في أزمة إنسانية متفاقمة.
