![]()
ذكر التلفزيون الرسمي أن رئيس جنوب السودان سلفا كير أعاد تعيين نائبه السابق جيمس واني إيقا في نفس منصبه، بعد إقالة حليف قوي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة محتمل.
وجاء ذلك بعد أن أقال سلفا كير نائبه بنيامين بول ميل الذي يعد الأوفر حظًا لخلافته، في خطوة غير متوقعة في البلد المضطرب.
مخاوف من الحرب الأهلية
وتتفاقم المخاوف من العودة إلى الحرب الأهلية مع تزايد الغموض الذي يحيط بخلافة كير البالغ من العمر 74 عامًا، والذي قام مرارًا بإقالة عدد من كبار المسؤولين ثم إعادتهم إلى مناصبهم وأحيانًا إقالتهم مرة أخرى.
ويرى محللون أن هذه التحركات تهدف إلى استرضاء أطراف متباينة وتجاوز لحظات سياسية مضطربة.
وسبق أن شغل إيقا، وهو رئيس سابق لمجلس النواب، منصب نائب الرئيس كير منذ عام 2013 وحتى إقالته في فبراير/ شباط.
إقالات متتالية
وفجأة، جرت الأسبوع الماضي إقالة بنيامين بول ميل الحليف المقرب من كير والذي شغل المنصب لنحو تسعة أشهر، إلى جانب حاكم البنك المركزي ومسؤولين آخرين.
وأقال كير أيضًا عددًا من المسؤولين الآخرين وأعاد تعيينهم في مرسوم صدر أمس الإثنين وبثته هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في جنوب السودان.
وكان من بينهم مايكل مكوي، الذي عمل لفترة طويلة وزيرًا للإعلام وتم نقله لوزارة العدل، بينما عُين مابيور قرنق دي مابيور نجل الأب المؤسس لجنوب السودان جون قرنق وزيرا للبيئة والغابات.
ويوجد في جنوب السودان خمسة نواب للرئيس بموجب شروط اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية في عام 2018. ومن بين أبرز من شغلوا المنصب ريك مشار المنافس الرئيسي لكير والذي كان نائبًا أول للرئيس.
وتجري محاكمة مشار بتهمة الخيانة بعد أن تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مارس/ آذار.
واشتدت حدّة القتال في مارس/ آذار في جنوب السودان الذي انفصل عن السودان عام 2011 ويعاني منذ أعوام من عدم الاستقرار ومعدلات فقر مرتفعة جدًا رغم ثروته النفطية.
وفي خضم أعمال العنف، اتهم تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول رجل الأعمال بنيامين بول ميل باستخدام شركاته لتحويل عائدات من النفط إلى مسؤولين في النظام.
وحقق بول ميل صعودًا صاروخيًا حين عُيّن أولًا في فبراير/ شباط نائبًا ثانيًا لرئيس جنوب السودان، ثم في مايو/ أيار الرجل الثاني في الحزب الحاكم خلف سلفا كير وهو المنصب الذي أقيل منه أيضًا.
ورغم فرض الولايات المتحدة عقوبات على بول ميل عام 2017 بتهمة الفساد، اعتبره العديد من المحللين الخليفة المحتمل للرئيس البالغ 74 عامًا والذي يعاني من تدهور في صحته.
