من غرفة العناية إلى غرفة العمليات: مستشفى الكلى بودمدني ينجز 110 عملية نوعية ويدشّن رئة طبية جديدة وسط السودان

من غرفة العناية إلى غرفة العمليات: مستشفى الكلى بودمدني ينجز 110 عملية نوعية ويدشّن رئة طبية جديدة وسط السودان

Loading

ود مدني ـ ريهام الدقيل، زينب حين
أوضح الدكتور عوض فائز، نائب أخصائي مسالك بولية وأمراض الكلى بمستشفى الكلى بودمدني، أن المستشفى نفّذ مخيمه السنوي لجراحة المسالك البولية بالتعاون مع أربعة جهات صحية وطنية وخارجية، وذلك خلال الفترة من الخامس إلى العاشر من سبتمبر، مستهدفًا إجراء 100 عملية نوعية، بلغ عددها الفعلي 110 عملية، جميعها تمت بنجاح تام دون تسجيل أي مضاعفات أو وفيات أو احتياج للعناية المكثفة، وقد تم تخريج جميع المرضى في أتم الصحة والعافية.
من غرفة العناية إلى غرفة العمليات: مستشفى الكلى بودمدني ينجز 110 عملية نوعية ويدشّن رئة طبية جديدة وسط السودان
المخيم جاء بتنظيم مشترك بين وزارة الصحة الاتحادية، وزارة الصحة بولاية الجزيرة، رابطة الأطباء السودانيين بقطر، صندوق إعانة المرضى، ومستشفى الكلى بودمدني، ويُعد من أبرز المبادرات الصحية في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد خاصة مع تحديات الحرب والنزوح ونقص الكوادر.
استهدف المخيم إجراء عمليات نوعية لا تُجرى حاليًا في السودان بانتظام، منها إزالة المثانة الجذرية لمرضى سرطان المثانة، وعمليات تجميل وضيق السبيل المزمن والمتكرر، بجانب جراحات الأورام البولية، وسرطان الكلى والبروستات، وهي عمليات مكلفة جدًا ، وتتضاعف في المستشفيات الخاصة، بينما تعجز الفئات المستهدفة عن تحملها.
IMG 20250912 WA0985 1
سجل المخيم حضور مرضى من خارج ولاية الجزيرة، من مناطق مثل كوستي، كسلا، القضارف، والأبيض، مما رفع عدد العمليات المنجزة إلى 110 عملية، حيث بلغت نسبة العمليات الخاصة بإزالة المثانة وتجميل السبيل 65 إلى 70%، معظمها نتيجة لإصابات حرب.
شارك في تنفيذ المخيم طاقم طبي كبير ومتنوع، شمل 5 أخصائيين جراحة، 9 نواب أخصائي، و5 أطباء عموميين، إلى جانب فريق تخدير مكوّن من 5 أخصائيين و6 نواب أخصائي، بالإضافة إلى 8 تقنيي تخدير، وأكثر من 5 من خدمة التخدير الوطني، كما ساهم في تحضير العمليات أكثر من 11 فني، و25 من طاقم التمريض، وفريق من الإحصائيين، وعمال النظافة بالمستشفى.
كما كان للدعم الخارجي دور بارز، بمشاركة 5 أطباء أخصائيين سودانيين بدولة قطر، و10 أطباء من مختلف ولايات السودان، ما أسهم في تقديم خدمة طبية متكاملة على أعلى مستوى.
IMG 20250912 WA0982
مستشفى الكلى بودمدني يُعد من المستشفيات المرجعية في السودان في مجال جراحة المسالك البولية، ورغم الضغط الكبير الناتج عن الحرب وهجرة الكوادر، ظل المستشفى يقدم من 18 إلى 20 عملية خلال مثل هذه الفترة، إلا أن المخيم ساهم في تخفيف العبء على الكوادر والمواطنين على حد سواء.
الخدمات المقدمة شملت التنويم، الأشعة، كرتونة العملية، ما عدا الفحوصات، وكلها تم تقديمها مجانًا، كما شاركت عدد من شركات الأدوية في دعم المخيم من خلال توفير الضيافة والعلاج، وكان من بينها:
شركة طه للأدوية، شركة تبوك، شركة إيفا فارما، شركة سنتا فارما، وشركة CDC، مما أسهم في إنجاح المخيم وضمان استمرارية الخدمة للمرضى خلال فترة التنفيذ.
المخيم ساهم أيضًا في تدشين وحدة العناية المكثفة بالمستشفى، حيث تم توفير أجهزة لـ3 أسِرّة جاهزة لتقديم الخدمة، بجانب صيانة المصعد الرئيسي بتكلفة تجاوزت 12 مليون جنيه، كما تم ترميم عنبر السياحة العلاجية وغرفة العمليات بدعم من الجهات المنظمة.

IMG 20250912 WA0984
رغم هذا النجاح، ما زال المستشفى في حاجة ماسة إلى عدد من الأجهزة الحيوية التي فُقدت خلال فترة الحرب، أبرزها جهاز منظار الحالب، والذي يُعد ضروريًا لتشخيص وعلاج العديد من أمراض المسالك البولية، وقد تسبب فقدانه في اضطرار المرضى لإجراء هذه الفحوصات والعمليات خارج المستشفى بتكلفة عالية جدا ، وهو عبء ثقيل على كاهل الشرائح المستهدفة من المرضى، كما يحتاج المستشفى إلى صيانة عدد من العنابر الحيوية، ويأمل القائمون عليه في توفير التمويل اللازم لاستعادة كافة الخدمات، بما في ذلك التأمين الصحي الذي ما يزال متوقفًا بسبب الأوضاع الراهنة.