ملف مفقودي غزة.. عائلات تبحث عن أبنائها وإسرائيل تتكتّم على مصيرهم

ملف مفقودي غزة.. عائلات تبحث عن أبنائها وإسرائيل تتكتّم على مصيرهم

Loading

في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، برز ملف المفقودين كأحد أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا وتعقيدًا، حيث لا يزال مصير آلاف الفلسطينيين مجهولًا، وسط مطالبات بالكشف عن أماكن احتجازهم أو مصيرهم، خاصة في ظل تقارير عن اعتقالات جماعية وإخفاء قسري خلال العمليات العسكرية.

ويحجب الاحتلال المعلومات بشأن مئات المفقودين الذين احتجزهم من مناطق مختلفة من القطاع خلال عملياته طوال عامين من الحرب.

وتواجه العائلات الفلسطينية معاناة مضاعفة، إذ لا تملك يقينًا بشأن مصير أبنائها، ما يتركها في دوامة من الانتظار المؤلم.

مأساة المفقودين في غزة

وفي مكان نزوحها تقلب أم أحمد آخر صور وذكريات لابنها، ليس شهيدًا بل مفقودًا، والموت أهون على قلبها من مصير مجهول.

وتحاول الستينية الحصول على أي معلومة عنه بعد أن اعتقله جيش الاحتلال مع آخرين في محيط مراكز توزيع المساعدات شمال مدينة رفح.

وفي حديثها للتلفزيون العربي، أوضحت أم أحمد أنها تواصلت مع عدد من الأسرى المحررين، وسألتهم عن ابنها، فأكد بعضهم أنهم رأوه داخل السجن وكان مصابًا في قدمه، ما يعزز الرواية التي تفيد بأن جيش الاحتلال اعتقله وأصابه أثناء احتجازه.

وأضافت أن جيش الاحتلال لا يزال ينكر وجود ابنها في سجونه، رغم أنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي. وتساءلت بحسرة: “لماذا ينكر الجيش وجوده؟ نحن لا نطلب سوى الاعتراف بأن أبناءنا محتجزون، كي نطمئن على مصيرهم”

ويشكل ملف المفقودين والمغيبين قسرًا جزءًا أساسيًا من جهود المؤسسات الحقوقية الفلسطينية التي تصطدم بعراقيل عدة أبرزها الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، قال علاء السكافي، مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان: إن “الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يخفي أعدادًا كبيرة من المعتقلين، ويمتنع عن تقديم المعلومات الكاملة والتفاصيل المتعلقة بالمفقودين والمختفين قسرًا في سجونه ومعتقلاته”.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي، “كما أنه لا يلتزم بالمعايير التي يفرضها القانون الدولي الإنساني، والتي تقتضي الكشف عن أسماء المفقودين، وتوضيح ظروف وفاتهم، وطريقة دفنهم”.

وداخل مجمع ناصر الطبي، نظمت وقفة لإعلاء الصوت، إذ أن أعداد الحاضرين لا تعبر عن الأعداد الفعلية للمفقودين، التي تقدر بالآلاف، لكن العائلات تحاول أن تعيش على أمل معرفة المصير.

وفي قضية المفقودين يجدر التفريق بين نحو 10 آلاف شهيد جثامينهم ما زالت مفقودة تحت الأنقاض، وآلاف آخرين فقدوا بحيثيات مختلفة، خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

إلى ذلك، توقفت الحرب على غزة ولم تنته آثارها، حيث أن ملف المفقودين واحد من أعقد ملفات الإبادة إنسانيًا، سيبقى جرحًا عميقًا ينكأ آلام الفلسطينيين طالما غابت مساءلة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه بحقهم، حسب مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة.