![]()
انتقد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الورقة التي قدّمتها الآلية الرباعية عبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا مسعد بولس، واصفًا إياها بأنّها “أسوأ ورقة يتم تقديمها”.
وقال البرهان خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلّحة، بحسب فيديو نشرته حكومته عن اللقاء، إنّ الورقة “تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي قوات الدعم السريع في مناطقها”، معتبرًا أنّ هذه الخطوة تُمثّل وساطة غير مُحايدة.
انتقادات البرهان لمبعوث واشنطن
وأضاف أنّه “إذا كان بولس يُريد حلًا فعليه الرجوع لخارطة الطريق التي قدّمها مجلس السيادة”في فبراير/شباط الماضي، والتي تشمل إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلّة، ومساعدة الدولة على تجاوز تبعات الحرب، وإلقاء السلاح، وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع الدعم السريع.
ولم يكشف البرهان عن تفاصيل الورقة، لكنّ الرباعية (السعودية، مصر، الإمارات، الولايات المتحدة) كانت دعت في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار وعملية انتقالية شاملة خلال 9 أشهر، وصولًا إلى حكومة مدنية مستقلة.
وقال البرهان إنّ مبعوث الولايات المتحدة “يتحدث وكأنه يريد فرض شروط علينا”، مضيفًا: “نخشى أن يكون مسعد بولس عقبة في سبيل السلام الذي ينشده كل أهل السودان”، منتقدًا مزاعم المبعوث بشأن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية واستخدام أسلحة كيميائية.
وأشار إلى أنّ الرباعية الدولية طرحت ثلاث مبادرات، موضحًا أنّ واحدة منها “غير قابلة للنقاش”، في إشارة إلى رفضها، وذلك لأنها تترك قوات الدعم السريع في مواقعها وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية بما فيها الجيش. وأضاف أن الجيش السوداني قادر على إعادة هيكلة نفسه وجميع الأجهزة الأمنية دون تدخّل خارجي.
وتطرق البرهان إلى مبادرة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، معتبرًا أنّها “ربما تحقق تطلعات الشعب السوداني”، مشددًا على ضرورة تجميع قوات الدعم السريع خارج المدن التي سيطرت عليها مؤخراً، بما فيها نيالا، الجنينة، الفاشر، بارة، زالينجا، وغيرها في إقليمي دارفور وكردفان.
البرهان يشترط إقصاء الدعم السريع لقبول أي مبادرة
وفي هذا الإطار، أوضح مراسل التلفزيون العربي من أم درمان وائل محمد الحسن، أنّ البرهان يظهر متفائلًا بمبادرة الولايات المتحدة وتصريحات الرئيس الأميركي بشأن الحرب في السودان، لكنّه وضع شرطًا واضحًا لقبول أي مبادرة مستقبلية، وهو عدم وجود قوات الدعم السريع في المشهد السياسي والعسكري للبلاد.
وأكد مراسلنا أنّ البرهان يرى أن الأولوية الآن للعمليات العسكرية، داعيًا كل من يستطيع حمل السلاح إلى الانضمام إلى الجيش، مما يعني أن العمليات العسكرية ستستمر بالتوازي مع المفاوضات.
لماذا رفض البرهان اقتراح اللجنة الرباعية لوقف إطلاق النار في السودان؟@waelbaitna pic.twitter.com/VzH6t5laGK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 24, 2025
وأوضح أنّ تصريحات البرهان تعكس مزيجًا من التفاؤل والتحفظ تجاه المبادرات الدولية.
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه الولايات المتحدة التزامها بإنهاء الصراع، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال منتدى الاستثمار الأميركي السعودي، الذي شدد على ضرورة العمل على حل الأزمة السودانية بالتنسيق مع الدول الخليجية.
ويشهد السودان تصاعدًا في النزاع، إذ تسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات دارفور، بينما تستمر الاشتباكات في إقليم كردفان، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.
ويسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم، وسط تحذيرات من تصاعد العنف وتأثيره على المدنيين.
