مقتل 4 عناصر وإصابة مدني.. اشتباكات عنيفة في الزاوية غرب ليبيا

مقتل 4 عناصر وإصابة مدني.. اشتباكات عنيفة في الزاوية غرب ليبيا

Loading

شهدت مدينة الزاوية غرب ليبيا، ليل الخميس الجمعة، اشتباكات مسلحة بين جهاز مكافحة التهديدات الأمنية والكتيبة 103 مشاة، ما أسفر عن مقتل 4 عناصر وفق مصادر طبية، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ إصابة مدني. 

وقال لواء المشاة 52، إن الجهات المختصة اعتقلت أشخاصًا يشتبه بضلوعهم في حادثة القتل التي شهدتها منطقة الحرشة واندلعت إثرها الاشتباكات في المدينة.

جريمة الحرشة

ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فإن الشرارة الأولى للاشتباكات تعود إلى حادثة قتل في منطقة الحرشة جنوب الزاوية، حيث عُثر على شاب مقتول داخل سيارته في ظروف غامضة.

وانتشر التوتر سريعًا داخل المدينة بعد تداول أسماء مشتبه بهم يعتقد بانتمائهم إلى تشكيلات مسلحة محلية.

وعقب ذلك، تحركت قوة من جهاز مكافحة التهديدات الأمنية ولواء المشاة 52 لتنفيذ عملية توقيف في محيط الحرشة، ما أدى إلى اصطدام مباشر مع مسلحين من الكتيبة 103 مشاة الذين اعترضوا على العملية، فتوسع الاشتباك خلال دقائق.

وامتدت المواجهات نحو طريق الحرشة – الصابرية ومحيط مصفاة الزاوية النفطية، ما أثار مخاوف من تأثيرها على المنشآت الحيوية.

وشهدت بعض الأحياء إطلاق نار بالأسلحة المتوسطة حتى ساعات الفجر، فيما أغلقت عدة طرق رئيسية، ما اضطر السكان إلى البقاء في منازلهم إلى حين تراجع حدة التوتر.

ودخلت وساطات اجتماعية من وجهاء المدينة على الخط خلال ساعات الليل، ما ساهم في عودة الهدوء تدريجيًا وانتشار قوات تابعة لوزارة الداخلية في محيط الحرشة والطرق المؤدية إلى وسط المدينة.

اشتباكات متكررة

وتعد الزاوية إحدى أكثر مدن غرب ليبيا حساسية من حيث التوازنات الأمنية بسبب تعدد التشكيلات المسلحة وقربها من الطريق الساحلي ووجود المصفاة الأكبر في البلاد. وشهدت خلال العامين الماضيين سلسلة اشتباكات مشابهة ارتبطت بملفات الاعتقال وتهريب الوقود والنزاعات المناطقية.

ورغم عودة الحياة تدريجيًا صباح الجمعة، يبقى الوضع مرشحًا للتقلب في ظل غياب إعلان رسمي نهائي بشأن نتائج التحقيق في جريمة الحرشة وعدم وضوح الترتيبات الأمنية بين الأطراف المتصارعة.

وتقع مدينة الزاوية الساحلية على مسافة 40 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، ويقطنها أكثر من 300 ألف نسمة، ويربطها طريق سريع مع طرابلس ومعبر رأس جدير الحدودي مع تونس.

وينشط في الزاوية عدد من المجموعات المسلحة النافذة المناوئة للمشير خليفة حفتر، وساهم مسلحون من المدينة في إفشال محاولة قوات حفتر السيطرة على طرابلس عام 2019.

وتشهد ليبيا انقسامًا سياسيًا بين حكومتين: إحداهما مقرها بنغازي برئاسة أسامة حماد، عيّنها مجلس النواب مطلع عام 2022 وتدير شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب، والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها وتشرف على إدارة غرب البلاد.