البرهان يملأ الفراغ… والشارع يترقّب التغيير
متابعات _ أنباءالسودان _ في جولة ميدانية جديدة، زار رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس حي المصطفى بشرق النيل، حيث التقى بالمواطنين واستمع إلى شكاواهم واطّلع على احتياجاتهم الخدمية، متعهداً بالعمل على معالجتها. الزيارة جاءت ضمن تحركات متكررة شملت مناطق في أم درمان، والسوق المركزي بالخرطوم، إلى جانب جولات واسعة في القطينة والسريحة وود النورة وعدد من مناطق شمال كردفان.
هذه التحركات المتواترة لفتت الأنظار، ليس فقط بسبب الإقبال الشعبي الكبير الذي صاحبها، بل لأنها كشفت — بحسب مراقبين — عن فراغ تنفيذي واضح، دفع قائد الجيش إلى الاضطلاع بمهام كان يفترض أن تقوم بها الحكومة. فالمسؤولية الطبيعية لرئيس الوزراء وفريقه هي متابعة الخدمات الأساسية، وتخفيف آثار الحرب، وتعزيز العودة الطوعية، لكن أداء الحكومة الحالية بدا باهتاً ومحدوداً، وسط انتقادات لغياب رئيسها وانشغاله بقضايا لا تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. وحتى كارثة كالوقي لم تحرّك لدى رئيس الوزراء — وفقاً للمنتقدين — أي تفاعل إنساني أو زيارة ميدانية تضامنًا مع المتضررين.
في المقابل، يحاول البرهان عبر الوجود المباشر وسط الناس إرسال رسائل طمأنة، وإعادة الأمل لمواطن أنهكته الحرب والأزمات، مؤكداً في كل جولة أن الحلول تبدأ بالاستماع للشارع، لا بالبقاء خلف المكاتب.
وتزامن ذلك مع بيان لمجلس التعاون الخليجي شدّد على دعم “جهود سياسية” تقود إلى وقف إطلاق النار وتشكيل “حكومة مدنية مستقلة” تُلبي تطلعات الشعب السوداني، وهي صيغة اعتبرها محللون إشارة واضحة إلى أن حكومة كامل إدريس لا تجد الاعتراف الإقليمي المطلوب، ولا تُنظر إليها كحكومة قادرة على معالجة الأزمة أو تمثيل السودانيين.
كما أن الملف الخارجي، الذي كان يُعوّل عليه كثيرون لاستعادة مكانة السودان وإنهاء عزلته، بقي دون تقدم ملموس، مما عزز الانتقادات الموجهة للحكومة الحالية.
ظهرت المقالة البرهان يملأ الفراغ… والشارع يترقّب التغيير أولاً على انباء السودان.