![]()

الخرطوم – السوداني
أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأشد العبارات، المذبحة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية يوم الخميس 4 ديسمبر 2025 في مدينة كالوقي بولاية جنوب كردفان، والتي أسفرت عن استشهاد 79 مدنياً، من بينهم 43 طفلاً و6 نسوة، وإصابة 38 آخرين بجروح متفاوتة.
وكشفت التحقيقات الأولية أنّ المليشيا نفذت الهجوم بأسلوب مدروس يهدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية بين المدنيين العُـزّل: “قصفت المليشيا في البداية روضة أطفال بصواريخ أطلقتها طائرة مُسيّرة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأطفال. وبمجرد تجمع الأهالي والمسعفين لإنقاذ الناجين والمصابين، عاودت الطائرة المُسيّرة قصف الموقع نفسه، مما أودى بحياة المزيد من الأطفال والمتطوعين”.
ولم تكتفِ المليشيا بذلك، بل لاحقت الجرحى والمسعفين إلى المستشفى الريفي الذي نُقلوا إليه، وقصفته مرة أخرى، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 79 والمصابين إلى 38.
وشددت الخارجية أن استهداف الأطفال والمصابين والمسعفين بهذه الطريقة المنهجية والمتعمدة يشكل سابقة مُريعة في تاريخ النزاعات المسلحة، ويكشف عن غياب تام لأي اعتبار إنساني أو التزام بقوانين الحرب والأعراف الدولية.
وأكدت الوزارة أن تجاهل المجتمع الدولي المستمر للجرائم المتكررة التي ترتكبها هذه المليشيا يُفسَّر لديها كضوء أخضر لمواصلة فظائعها. كما يتحمّل مجلس الأمن الدولي والدول الراعية للمليشيا مسؤولية مباشرة عن استمرار هذه المجازر، خاصةً بعد عجزه عن إنفاذ قراراته الخاصة برفع الحصار عن مدينة الفاشر ووقف الهجوم عليها، واكتفائه ببيانات إدانة لفظية لا تُترجم إلى إجراءات عملية تحد من قدرة المليشيا على القتل والتدمير.
وأضافت الخارجية في بيان لها: “إن هذه الجريمة النكراء تؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن التعايش أو التفاوض مع كيان إرهابي فَقدَ كل معاني الإنسانية ويتخذ من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي منهجاً ثابتاً”.
كما جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، دعوتها للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية اللازمة للمدنيين السودانيين.