حتى وقت إعلان الانقلاب في بنين، الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، لم يكن اسم المقدم باسكال تيغري معروفًا على نطاق واسع في وسائل الإعلام أو لدى الرأي العام.
إلا أن ظهوره المفاجئ على شاشة التلفزيون الرسمي قاد بنين إلى واحدة من أكثر اللحظات السياسية توترًا في تاريخها الحديث.
وتشكل محاولة الانقلاب أحدث تهديد للديمقراطية في المنطقة، حيث استولى الجيش في السنوات القليلة الماضية على السلطة في النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين لبنين، بالإضافة إلى مالي وغينيا، ومؤخرًا في غينيا بيساو في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ماذا حدث في فجر الانقلاب في بنين؟
في بيان بثه التلفزيون الوطني “بنين تي في” فجر الأحد، ظهر عدد من الجنود تحت اسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس”، ليعلنوا:
- حل الحكومة.
- تعليق العمل بالدستور.
- الاستيلاء على السلطة.
- “إقالة” الرئيس باتريس تالون وكبار مسؤولي الدولة.
وتصدر المشهد حينها اسم المقدم باسكال تيغري بوصفه رئيس اللجنة العسكرية، متحدثًا عن “إعادة تأسيس الأمة” و”استعادة السيادة الشعبية”.
ولاحقًا، أعلن رئيس بنين مساء الأحد أن الحكومة تمكنت بالتعاون مع القوات المسلحة من إحباط محاولة انقلاب قامت بها مجموعة من الجنود في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، متوعدًا بمعاقبة منفذيها.
من هو المقدم باسكال تيغري؟
بحسب معلومات أمنية متداولة، فإن باسكال تيغري:
- ضابط برتبة مقدم في الجيش البنيني.
- لم يكن من الشخصيات البارزة أو المعروفة علنًا.
- لا يُعد من قادة الوحدات الإستراتيجية الكبرى.
- ينتمي إلى وحدة عسكرية متوسطة.
- لم يُسجَّل له سابق ظهور إعلامي وطني.
وكان ظهوره على التلفزيون الرسمي بزيه العسكري الكامل، محاطًا بجنود مسلحين، أول خطاب وطني له.
وطالب تيغري، الذي يُعد قائد الانقلاب، بدعم الشعب البنيني ودعاهم إلى النزول بأعداد كبيرة لدعم الانقلاب، مؤكدًا أن معسكر تالون لم يستعد السيطرة بعد، وذلك خلافًا للدعاية التي وصفها بدعاية تالون وحلفائه الفرنسيين.
كما دعا تيغري فرنسا بعدم التدخل في هذه “العملية”.
وفي وقت سابق الأحد، أوضح وزير داخلية بنين، الحسن سيدو أن مجموعة صغيرة من العسكريين بدأت تمردًا في ساعات الصباح الأولى بهدف زعزعة استقرار الدولة ومؤسساتها.
وأضاف: “في مواجهة هذا الوضع، وفّت القوات المسلحة البنينية وقيادتها بقسمها، وقد ضمن ردها السيطرة على الوضع وإحباط محاولة الانقلاب”.
ودعا الوزير مواطني بلاده إلى مواصلة أنشطتهم اليومية كالمعتاد.
وشهدت بنين عدة انقلابات عسكرية ومحاولات انقلاب في العقود الأولى بعد الاستقلال عن فرنسا عام 1960 لكن لم يحدث استيلاء على السلطة بالقوة في البلاد منذ أن أجرت انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1991.
