“سهم باشان”.. تفاصيل أضخم عملية عسكرية إسرائيلية ضد سوريا منذ 1973

Loading

ما إن تأكدت إسرائيل أن نظام بشار الأسد يوشك على السقوط، حتى أطلقت عملية عسكرية مكثفة تحت اسم “سهم باشان”.

هذه الأخيرة تُعدّ أضخم هجوم جوي تشنه إسرائيل على سوريا منذ حرب أكتوبر 1973، وفق السردية التي قدمتها الأوساط العسكرية الإسرائيلية عن العملية التي نُفذت قبل عام تمامًا، ومهّدت لها سلسلة غارات سبقت سقوط النظام.

فبمجرد شعور تل أبيب بأن النظام يتهاوى، بدأت موجة غارات هي الأضخم منذ خمسين عامًا، مستهدفةً القواعد العسكرية السورية في مختلف المناطق الجوية والبرية والبحرية.

تفاصيل عملية “سهم باشان”

وتقول التقديرات الإسرائيلية إن الهجوم خُطط له لسنوات، ونُفذ خلال الساعات الثماني والأربعين الأولى منه، أكثر من 350 غارة، استهدفت أكثر من 320 هدفًا إستراتيجيًا، في ذروة عقد كامل من الضربات الإسرائيلية المتواصلة داخل سوريا.

وتركزت الضربات الأولى من عملية “سهم باشان” على شلّ سلاح الجو السوري عبر استهداف قواعد المزة وعقربا، والشعيرات ودير الزور و”تي فور”.

ثم انتقلت إلى مواقع القوات البرية، خصوصًا قرب الحدود مع الجولان المحتل عام 1967، وبينها موقع الفرقة الخامسة، إضافة إلى استهداف مواقع الفرقة الرابعة في دمشق ومحيطها إلى جانب قواعد برية أخرى في عمق البلاد.

كما طالت الهجمات سلاح البحرية السوري عبر عمليات منسقة جوية وبحرية طالت موانئ طرطوس واللاذقية والبيضا، وقالت إسرائيل إن الضربات “قضت بالكامل” على القدرة البحرية السورية.

وعلى الأرض، توسعت قوات الاحتلال شرقًا وشمالًا من الجولان السوري المحتل منذ 1967، وسيطرت على قمم جبل الشيخ الإستراتيجية المطلة على دمشق، ومناطق واسعة في القنيطرة وحوران.

أهداف العملية الإسرائيلية ضد سوريا “سهم باشان”

وتقول إسرائيل إن هدف عملية “سهم باشان” كان القضاء على ما تبقى من الجيش السوري ومنع تشكّل دولة بجيش قوي مستقبلًا.

وتوضح القراءة الإستراتيجية أنها كانت أيضًا خطوة إقليمية تهدف إلى فتح المجال الجوي السوري أمام الطيران الإسرائيلي بعد تدمير الدفاعات الجوية، تمهيدًا لضرب إيران – وهو ما حدث بالفعل بعد ستة أشهر فقط على سقوط النظام.

ومع الذكرى الأولى لسقوط نظام حزب البعث، اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا من شأنه أن يدخل بلاده في “مكان خطر”، مؤكدًا أن المفاوضات لا تزال جارية مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة من أجل “معالجة المخاوف الأمنية” للطرفين.

وأعلنت إسرائيل خلال العام الأخير مرارًا تنفيذ عمليات برية وتنفيذ اعتقالات في الجنوب السوري. وفي موازاة ذلك، توغّلت قواتها في المنطقة العازلة في الجولان، والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، القوات الإسرائيلية المنتشرة في الشريط العازل خارج المنطقة المحتلة من مرتفعات الجولان السورية، مشددًا على أهمية وجودها فيه، في خطوة اعتبرتها دمشق غير شرعية.