![]()
أثارت تسجيلات لجنود من الجيش السوري وهم يهتفون لقطاع غزة، يوم أمس الإثنين، خلال مسيرة باحتفالات ذكرى مرور عام على إسقاط نظام بشار الأسد، قلقًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “في ذكرى سقوط نظام الأسد وقيام النظام السوري الجديد أمس، رصدت الأجهزة الأمنية توثيقًا من الشبكات المفتوحة، يظهر فيها جنود من جيش الجولاني (في إشارة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع) في عروض عسكرية أقيمت في أنحاء سوريا”.
“شعارات عدوانية”
وأضافت الإذاعة العبرية أن الفيديوهات تُظهر جنودًا من الجيش السوري يهتفون بـ”شعارات عدوانية” ضد إسرائيل، ويستخدمون كلمة عدو للإشارة إلى إسرائيل.
وتابعت الإذاعة أن الجنود في المقاطع المسجلة يهتفون “غزة، غزة، شعار النصر والصمود”، و”جئت إليك يا عدوي، لأصنع من دمائك ذخيرة وأملأ الأنهار بدمائك”، و”غزة، غزة، غزة رمز، احتلال ودمار، ليل نهار”.
“طالع لك يا عدوي طالع”.. عناصر الجيش السوري يهتفون لغزة خلال العرض العسكري وسط دمشق pic.twitter.com/384DBhEsxF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 9, 2025
وذكرت أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية جرت مناقشات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول هذا الموضوع، بمشاركة مسؤولين كبار، تناولت أهمية الفيديوهات، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتخذ إسرائيل خطوات، بما في ذلك توجيه رسائل قوية للنظام السوري حول هذا الموضوع ومطالبته بإدانة تسجيلات جنوده.
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، لم تسمهم، قولهم: “نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة، ننظر إليهم بريبة تامة. طبيعة النظام جهادية متطرفة، ونحن لسنا في حيرة من أمرهم”، على حد تعبيرها.
التوتر السوري الإسرائيلي
وشهدت العاصمة السورية دمشق الإثنين مسيرة عسكرية في إطار الاحتفالات بعيد التحرير، ردد خلالها جنود من الجيش السوري هتافات داعمة لقطاع غزة، الذي شهد على مدى عامين إبادة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألفًا وما يزيد عن 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.
وتحتفل سوريا هذه الأيام بـ”عيد التحرير”، تخليدًا للخلاص من نظام الأسد عبر معركة “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 في حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول دمشق بعد 11 يومًا، معتبرين هذا اليوم نهاية حقبة طويلة من القمع والانتهاكات التي استمرت 14 عامًا.
ومع الذكرى الأولى لسقوط نظام حزب البعث، اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا من شأنه أن يدخل بلاده في “مكان خطر”، مؤكدًا أن المفاوضات لا تزال جارية مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة من أجل “معالجة المخاوف الأمنية” للطرفين.
وأعلنت إسرائيل خلال العام الأخير مرارًا تنفيذ عمليات برية وتنفيذ اعتقالات في الجنوب السوري. وفي موازاة ذلك، توغّلت قواتها في المنطقة العازلة في الجولان، والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، القوات الإسرائيلية المنتشرة في الشريط العازل خارج المنطقة المحتلة من مرتفعات الجولان السورية، مشددًا على أهمية وجودها فيه، في خطوة اعتبرتها دمشق غير شرعية.
