![]()
أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية، اليوم الأربعاء، بأنّ أكثر من مئة ألف مواطن تمّ اجلائهم من مناطق حدودية مع تايلاند منذ استئناف الاشتباكات الأحد بين البلدين المجاورين في جنوب شرق آسيا.
وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع مالي سوتشياتا: “في المجموع، أُجليت 20105 عائلات، أو 101229 شخصًا، إلى ملاجئ وأقارب في خمس مقاطعات”.
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري في مؤتمر صحافي: “نُقل أكثر من 400 ألف شخص إلى ملاجئ”، وذلك بعد حصيلة أولية للحكومة التايلاندية أفادت بإجلاء 180 ألفًا. وأضاف “اضطر المدنيون للإخلاء الجماعي بسبب ما اعتبرناه تهديدًا وشيكًا لسلامتهم”.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن استئناف الاشتباكات مساء الأحد، بعد أقلّ من شهرين على اتفاق لوقف إطلاق النار توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
حرب بلا وساطة
وتتنازع تايلاند وكمبوديا منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتر، والتي يعود تاريخها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي.
وتصاعدت حدة القتال على الحدود يوم أمس الثلاثاء، وامتدت إلى جبهات جديدة وسط اتهامات متبادلة بقصف مناطق مدنية، وتعهّد بانكوك بالمضي قدمًا في تنفيذ خطط عملياتها العسكرية.
وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت لوكالة رويترز في وقت متأخر أمس، إن بلاده “مستعدة لإجراء محادثات في أي وقت”، لكنّ وزير خارجية تايلاند قال في مقابلة إنّه لا يرى أي إمكان لإجراء مفاوضات، مضيفًا أنّ الوضع لا يسمح حاليًا بوساطة طرف ثالث.
وقال الجيش التايلاندي إن دباباته أطلقت قذائف على مجمع كازينو حدودي يستخدمه الجيش الكمبودي منطقة لتخزين الأسلحة، تزامنًا مع شنّ طائرات مقاتلة غارات جوية على ما قال سلاح الجو إنّها أهداف عسكرية استراتيجية.
وأكدت تايلاند عزمها إضعاف قدرة جارتها على شنّ هجمات، وقال جنرال كبير يوم الاثنين، إنّ هدف الجيش هو “شل القدرة العسكرية لكمبوديا لفترة طويلة مقبلة”.
وقالت وزارة الدفاع الكمبودية إنّ قواتها لم يكن أمامها خيار سوى اتخاذ إجراءات دفاعية اليوم، متهمة تايلاند “باستهداف المناطق السكنية المدنية بشكل عشوائي ووحشي” بقذائف المدفعية، وهي اتهامات نفتها بانكوك.
ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان إلى وقف فوري للأعمال القتالية واستئناف إجراءات التهدئة المتفق عليها في قمة أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بحضور ترمب.
واشتباكات الأحد هي الأعنف منذ تبادل إطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة الذي استمرّ خمسة أيام في يوليو/ تموز، عندما قُتل ما لا يقل عن 48 شخصًا ونزح 300 ألف، قبل أن يتدخل ترمب للتوسط في وقف إطلاق النار.
