تصعيد روسي نحو أوروبا.. ماذا قال الرئيس الأوكراني عن القرم؟

تصعيد روسي نحو أوروبا.. ماذا قال الرئيس الأوكراني عن القرم؟

Loading

شهد الملف الأوكراني تطورات لافتة خلال الساعات الماضية، مع بروز مواقف جديدة من كييف وموسكو بشأن خطة السلام الأميركية ومسار الحرب، وذلك وفقًا لما نقله مراسلا التلفزيون العربي إياد اسيتية من كييف وسعد خلف من موسكو.

وبحسب المراسل استيتية، فقد كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ حكومته تعمل على ثلاث وثائق أساسية ضمن الخطة الأميركية المرتقبة، تشمل وثيقة خاصة بالضمانات الأمنية، وأخرى تتضمن 20 بندًا من المبادرة الأميركية قابلة للتعديل، وثالثة تتعلق بإعادة إعمار البلاد.

الرد على الخطة الأميركية للسلام

وأشار زيلينسكي إلى أن الجانب الأوكراني والأوروبي انتهيا من تنقيح هذه الوثائق بشكل شبه نهائي، على أن تُسلَّم إلى الولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة.

وكتب الرئيس الأوكراني على منصة إكس: “أجزاء (الاتفاق) المتعلقة بأوكرانيا وأوروبا صارت الآن أفضل، ونحن مستعدون لتقديمها إلى الولايات المتحدة.. نتوقع مع الجانب الأميركي أن نجعل الخطوات المحتملة قابلة للتنفيذ بسرعة قدر الإمكان”.

وفي ما يخص الضمانات الأمنية، أوضح زيلينسكي أن أوكرانيا تحتاج إلى اتفاق ثنائي واضح مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن الدور الأميركي عنصر أساسي في أي ترتيبات مستقبلية.

أما بشأن شبه جزيرة القرم، فقد أكد أن كييف لا تملك حاليًا القدرة على استعادتها، وأن الحلفاء الغربيين لا يوفرون الدعم اللازم لتحقيق ذلك، في واحدة من أكثر التصريحات وضوحًا حول حدود الخيارات العسكرية الأوكرانية.

وتطرق زيلينسكي أيضًا إلى ملف الانتخابات الرئاسية، ردًا على انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلًا إنه مستعد لإجراء الانتخابات خلال ثلاثة أشهر إذا قرر البرلمان ذلك، وأنه سيوجّه طلبًا رسميًا للنواب بالسير في هذا المسار.

روسيا تحذر الأوروبيين

ومن موسكو، أفاد سعد خلف بأن الرد الروسي جاء سريعًا، إذ اعتبرت موسكو أن تصريحات زيلينسكي بشأن القرم تعكس اعترافًا عمليًا بعجز أوكرانيا عن تحقيق أهدافها العسكرية، وسط تحذيرات أطلقتها روسيا إلى الدور الأوروبي.

وأشار وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال كلمة له أمام الغرفة الأعلى للبرلمان الروسي إلى أن “الأوروبيين يعيشون عامًا سياسي ميؤوس منه”، في خطاب رسم ملامح السياسة الخارجية الروسية وفق خلف.

لافروف أكد في كلمته أن العقيدة السياسية الروسية لا تراجع عنها، وأضاف :” سنتعامل بندية مع من يحترمنا، ونهدد من يهددنا، ونحن لسنا عازمين على دخول حرب مع الأوروبيين، لكنهم إذا أرادوا فتح صراع معنا فلن يصمدوا”. 

وترى السلطات الروسية أن الخطة الأميركية المقترحة لا تستند إلى الوقائع الميدانية، وأن أي مبادرة سلام يجب أن تراعي ما تصفه موسكو بـ”الحقائق الجديدة” على الأرض.

“على كييف تقبل الأمور”

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن على أوكرانيا تسليم منطقة دونباس شرق البلاد بأكملها قبل أن توقف موسكو القتال، وهو ما دأب  زيلينسكي على رفضه.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع موقع بوليتيكو “إنهم (الروس) أكبر وأقوى بفارق كبير”، مضيفًا أن على زيلينسكي “أن يعي ذلك ويبدأ… بتقبل الأمور”.

كذلك، جددت موسكو انتقادها للتأجيل السابق للانتخابات في أوكرانيا، معتبرة أن ذلك أسهم في “إضعاف الشرعية السياسية” لكييف.

وبين هذين المسارين، يبدو أن تقديم النسخة المعدّلة من الخطة الأميركية إلى واشنطن قد يفتح مرحلة جديدة من التفاعلات السياسية، في ظل غياب أي مؤشرات على تقارب فعلي بين الموقفين الأوكراني والروسي، واستمرار تعقيد المشهدين الميداني والسياسي على حد سواء.