غارات يومية وتهديدات.. هل تستأنف إسرائيل حربها على لبنان؟

غارات يومية وتهديدات.. هل تستأنف إسرائيل حربها على لبنان؟

Loading

تتكرّر منذ شهور سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، المناطق نفسها تقريبًا، من الخردلي إلى مرتفعات إقليم التفاح وصولًا إلى البقاع الغربي.

ويكُرّر الجيش الإسرائيلي روايته أيضًا. إذ يؤكد أن طائراته الحربية أغارت على مجمع تدريب وتأهيل استخدمته وحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله.

تسريبات بشأن هجوم إسرائيلي واسع

ويأتي تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في ظل تسريبات من هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش استكمل إعداد خطة بالأسابيع الأخيرة، لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، في حال فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية هذا العام.

وتأكدت نوايا الاحتلال على لسان مسؤولين لبنانيين، حيث أشاروا إلى أنهم تلقوا تحذيرات من دول عربية بشأن هجوم إسرائيلي محتمل.

داخليًا، يؤكد رئيس الحكومة نواف سلام عبر التلفزيون العربي أن حصر السلاح جنوبي الليطاني سيتم بنهاية العام، على أن يستكمل في باقي أرجاء البلاد بنهاية العام المقبل.

وتصريحات سلام رفضها حزب الله، الذي أكد عبر أمينه العام أن اتفاق وقف الأعمال العدائية مرتبط حصرًا بجنوب الليطاني.

ويشدد على الأمر ذاته رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف الحزب، إذ شدد على أن لبنان يفاوض على مُسلّمات، منها حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني.

“التفاوض قطع الطريق أمام التصعيد”

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والباحث السياسي أسعد بشارة أنه “عندما يُصعّد الاحتلال من حملة التسريبات والتهديدات، فهو يريد فرض أمر ما على طاولة المفاوضات”، مؤكدًا أنه لا يمكن تجاهل ما يقوم به.

ومُتحدثًا للتلفزيون العربي من بيروت، يجزم بشارة أن رفع مستوى التفاوض من طرف لبنان قطع الطريق على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يسعى للتصعيد، وبالتالي “الأمر يصُبّ في مصلحة الدولة اللبنانية، ويكسبها وقتًا أطول”.

ويشير بشارة إلى أن تعريض لبنان للمُزايدات “هروب من الواقع، ومحاولة لتحميل المسؤولية للدولة التي لم تُقرّر بدء حرب الإسناد”، على حد تعبيره.

“لا ميثاق للعدو الإسرائيلي”

وعلى الضفة الأخرى، يلفت الكاتب والباحث السياسي الدكتور علي حمية إلى أن لبنان يتعامل مع “عدو لا عهد له ولا ميثاق، وبالتالي لا يمكن أخذ ضمانات منه”، مضيفًا أن “وضع سيمون كرم في اجتماعات الميكانيزم لن ينهي ذرائع إسرائيل”.

ويردف حمية في حديثه إلى التلفزيون العربي من بيروت، أن لبنان نفّذ كامل بنود القرار 1701 وهو ما لم تفعله إسرائيل، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني أعلن أن كل جنوب الليطاني أصبح تحت إمرته.

وبشأن نزع سلاح المقاومة، يوضح حمية أن بيئة جنوب لبنان هي بيئة مقاومة، بالنظر إلى ما تعرضت له من اعتداءات، وسكانه يريدون الوقوف خلف الجيش اللبناني.

توافق في إسرائيل بشأن لبنان

ومن حيفا، يقول مدير برنامج دراسات إسرائيل في مركز مدى الكرمل إمطانس شحادة إنه لا يمكن استبعاد أن تستأنف إسرائيل الحرب بطريقة مختلفة عن السابق، أو توسع عملياتها العسكرية الحالية.

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي، يتابع شحادة أن إسرائيل تريد الضغط بواسطة التهديد والهجمات على الأراضي اللبنانية، لدفع الحكومة لمواجهة حزب الله ونزع سلاحه “رغم إدراكها صعوبة الأمر”.

ويشير إلى أن إسرائيل -بعيدًا عن تركيبة حكومتها- تشهد توافقًا بين مؤسساتها الأمنية والعسكرية والسياسية بشأن لبنان، وأن هناك قرارًا باستكمال نزع سلاح المقاومة فيه.