لبنان أمام اختبار صعب.. سباق بين تهديد إسرائيل ومساعي الدبلوماسية

لبنان أمام اختبار صعب.. سباق بين تهديد إسرائيل ومساعي الدبلوماسية

Loading

تعيش الأوساط السياسية في لبنان حالة قلق مع اقتراب انتهاء المهلة لتسليم سلاح حزب الله.

فعلى وقع الضربات الإسرائيلية المتواصلة، يُجرى قائد الجيش رودلف هيكل جولة لوفد دبلوماسي يضم سفراء وملحقين عسكريين عربًا وأجانب لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح.

وقد شملت هذه الجولة زيارة لثكنة صور وعدد من مراكز الجيش قرب الحدود. 

ويقول هيكل إن جولته أكدت على الالتزامات العسكرية للبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

من جهته، أكّد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي أطلق مؤخرًا مبادرة لوقف تيار التصعيد وعيّن دبلوماسيًا (سيمون كرم) كأول مدني لبناني في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، أن الاتصالات في الداخل والخارج مستمرة لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم.

وفي رسالة إلى الداخل، دعا جوزيف عون جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية قائلًا إن تصويب البعض على الدولة لن يعطي أي نتيجة.

تهديدات إسرائيلية

أما في تل أبيب حيث تسود لهجة التهديد ولغة الوعيد، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المبعوث الأميركي توم براك لبحث الأوضاع في لبنان وسوريا.

ويأتي اللقاء الذي لم تصدر في أعقابه أي تصريحات، في وقت نقلت فيه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مسؤولين لبنانيين تلقيهم تحذيرات من وسطاء بينهم الولايات المتحدة بشأن احتمال شن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق من دون تحديد توقيتها.

وفي المقابل، تشير الصحيفة إلى أن الجيش اللبناني أكمل تقريبًا المرحلة الأولى من الخطة التي تتضمن نزع السلاح جنوبي الليطاني كما تنقل عن الجيش تأكيده على أن إسرائيل لم تقدم أي دليل ملموس يثبت استئناف حزب الله نشاطه العسكري في المنطقة.

الجيش اللبناني أنجز ما طُلب منه

وفي هذا الإطار، يشير الصحفي والكاتب السياسي قاسم قصير إلى أن الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة ولاسيما الجيش اللبناني، تحاول التأكيد أنه تم تنفيذ خطة نشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني قبل نهاية العام، لافتًا إلى أن جولة قائد الجيش تهدف لاستكمال التقارير التي قدمها الجيش للحكومة اللبنانية، والتي تؤكد أن الجيش أنجز ما طًلب منه وانتشر في معظم المناطق وأن لا نشاط لحزب الله جنوبي الليطاني. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت يلفت قصير إلى أن جولة قائد الجيش في جنوب لبنان تأتي قبل أيام قليلة من اجتماع سيعقد في باريس من أجل البحث في دعم الجيش اللبناني، وسيحضره مسؤولون سعوديون وفرنسيون وأميركيون بالإضافة إلى مسؤولين لبنانيين. 

ويقول قصير: “نحن أمام أيام دقيقة، إذ تواصل إسرائيل إرسال الرسائل التصعيدية متوعدة بشن عملية عسكرية واسعة، فيما يحاول المسؤولون اللبنانيون استيعاب هذه التهديدات ومنع التصعيد العسكري”. 

جولة لإبراز تقدم الجيش جنوب لبنان

ومن جانبه، يؤكد الباحث السياسي جوني منير أن الهدف الأساسي هو إبراز الخطوات التي قام بها الجيش اللبناني في جنوب لبنان على مشارف انتهاء المرحلة الأولى من الخطة التي وضعها الجيش.  

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية، يلفت منير إلى أن الحكومة اللبنانية تعرضت لحملات تشكيك إسرائيلية وغير إسرائيلية؛ وتأثر بها العديد من العواصم الغربية ولاسيما واشنطن. وزعمت هذه الحملات أن الجيش اللبناني لا يقوم بمهامه وأن حزب الله نجح في تحييد بعض المناطق له وبتهريب السلاح إلى جنوب الليطاني، وفق منير.

ويرى أن قائد الجيش اللبناني أراد أن يبرز المواقع التي تحتلها إسرائيل والتقدم الذي حققه الجيش اللبناني رغم المعاناة التي يعيشها. 

سلاح حزب الله يقلق واشنطن

وفي قراءة للموقف الأميركي، يلفت مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق وكبير المستشارين بالمجلس الأطلسي في واشنطن توماس واريك إلى أن موقف واشنطن معقّد، إذ تشدد الحكومة الأميركية على ضرورة تطبيق لبنان لالتزاماته وفق قرار مجلس الأمن 1701 وأن تحصر القوة المسلحة بالدولة اللبنانية، وأن يسلم حزب الله أسلحته ويصبح حزبًا سياسيًا.  

واريك يلفت في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن إلى أن توجه الجيش اللبناني إلى جنوب اللبناني لا يعني خروج حزب الله منه. 

ويقول: “إن القلق الأول هو نزع سلاح حزب الله حيث لم يحدث تقدم في هذا الشأن”، مشيرًا إلى أن “ما تعرفه الولايات المتحدة هو أن حزب الله يعيد تسليح نفسه بعد أن تلقى أموالًا من الحكومة الإيرانية لإعادة بناء المنظومة الصاروخية”.