قصة تجسس قبل 60 عاما.. كيف فقدت أميركا جهازا نوويا في جبال الهيمالايا؟

قصة تجسس قبل 60 عاما.. كيف فقدت أميركا جهازا نوويا في جبال الهيمالايا؟

Loading

في جبال الهملايا وعلى ارتفاع يزيد عن 7 آلاف متر، ترك فريق أمريكي -هندي شيئًا غير اعتيادي، لم يكن خيمة أو معدات تسلق، بل جهاز نووي صغير يعمل بالبلوتونيوم.

فالمهمة التي غُطيت بغطاء علمي، كانت في الحقيقة بعثة سرية لدعم الاستخبارات الأميركية للتجسس على الصين بعد أول تجربة نووية لها عام 1964، خلال ذروة الحرب الباردة.

ففي أكتوبر/ تشرين الأول 1964، فجرت الصين أول قنبلة نووية لها، وفي ذروة الحرب الباردة، لم تمتلك الولايات المتحدة والهند عيونًا بشرية كافية داخل الأراضي الصينية، فكان الرهان على الجغرافيا.

قصة تجسس أميركية قبل 60 عامًا

قمة ناندا ديفي، المزودة بمحطة تنصت، صممت لاعتراض إشارات الصواريخ والتجارب النووية، تعمل لسنوات دون صيانة، بفضل جهاز نووي صغير قادر على توليد الطاقة مهما بلغت درجات البرودة.

لكن قبل الوصول إلى القمة، ضربت الفريق عاصفة ثلجية قاتلة، فصدر أمر فوري بالانسحاب وترك الجهاز على الجليد، وهكذا ترك الجهاز النووي فوق الجليد، لكن أين ذهب البلوتونيوم؟

وبعد عامين، عندما عاد الفريق، كان الجهاز قد اختفى بسبب انهيار جليدي، وفشلت جميع محاولات تحديد موقعه.

وفي عام 1978، خرجت القصة إلى العلن: احتجاجات في الهند، استدعاء السفير الأميركي، ومطالب برلمانية بتحقيق، وخلف الأبواب المغلقة، تم احتواء الأزمة دبلوماسيًا، وانتهى الملف رسميًا دون استعادة الجهاز، مع تمسك واشنطن بسياسة الصمت.

خطر صحي وبيئي محتمل

بعد مرور أكثر من 60 عامًا، عاد اللغز إلى الواجهة من خلال تحقيق صحفي نشرته “نيويورك تايمز“، ضم مقابلات مع المشاركين ووثائق سرية من أرشيف الولايات المتحدة والهند، موضحًا فشل المهمة ومحاولات التستر، بما في ذلك مشاركة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.

ويحتوي الجهاز على بلوتونيوم شديد الإشعاع. ليس قنبلة نووية ولن ينفجر تلقائيًا، لكن التسرب المحتمل يمثل خطرًا صحيًا، خاصة على مياه نهر الغانج، الذي يعتمد عليه ملايين الناس. والبلوتونيوم مادة شديدة السمية وقادرة على التسبب بالسرطان.

مع تراجع الأنهار الجليدية، قد يظهر الجهاز إلى السطح، مهددًا كل من يعثر عليه، فمن الممكن أن يؤدي ذوبان الجليد إلى انزلاق الجهاز نحو الجداول المتجمدة، ملوثًا منابع النهر.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تفاعل عدد من النشطاء مع الخبر، إذا قال روبرت على منصة إكس :”لا يعقل ترك البلوتونيوم بجوار نهر جليدي يصب في نهر الغانج. هل تعلم كم من الناس يعتمدون على النهر؟”.

أما سوش، فكتبت: “يتخلون عن جهاز يعمل بالبلوتونيوم في جبال الهيمالايا، معرضين نهرًا للتلوث لأجيال، ثم يلقنون الآخرين دروسًا في الأخلاق وحقوق الإنسان. هكذا هي الولايات المتحدة الأميركية”.

فيما قال بابليون: “هذا معروف منذ عقود، وهو أحد الأسباب التي جعلت القمة منطقة محظورة. الأمر الذي أدى أيضًا إلى حرمان السكان المحليين من مراعيهم ومناطق جمع النباتات”.