غزة في عين العاصفة.. غرق مجمع الشفاء وانهيار مبان فوق رؤوس ساكنيها

غزة في عين العاصفة.. غرق مجمع الشفاء وانهيار مبان فوق رؤوس ساكنيها

Loading

تسببت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة صباح اليوم الثلاثاء، في تطاير وغرق آلاف من خيام النازحين في مختلف مناطق القطاع، بينما غرقت أقسام من مستشفى مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في القطاع.

ورغم أنّ المنخفض الجوي الحالي يُعد من حيث شدته أقل من المنخفضات السابقة، إلا أنه كان كفيلًا بإغراق الطرقات المدمرة أساسًا بفعل الحرب الإسرائيلية، كما كشف عن هشاشة واقع الإيواء في المخيمات التي لم تعد خيامها قادرة على الصمود أمام أي تغيّرات جوية، في ظل غياب أبسط مقومات الإيواء الإنساني.

وغمرت مياه الأمطار منطقة الجندي المجهول غرب مدينة غزة، كما انهار منزل في حي الشيخ رضوان بالمدينة.

ولم تقتصر تداعيات الأمطار على مخيمات النازحين، بل امتدت لتطال منشآت حيوية، حيث تسرّبت مياه الأمطار إلى قسم الاستقبال والطوارئ داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الذي كان قد تعرّض لدمار واسع خلال الإبادة الإسرائيلية. 

وحاول مئات الفلسطينيين الاحتماء من مياه الأمطار تحت أجزاء من مبانٍ دمّرها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة، رغم تحذيرات الدفاع المدني من خطر انهيار الأبنية المدمّرة.

وأوضح رئيس بلدية دير البلح نزار عياش في حديث إلى “التلفزيون العربي”، أنّ البيوت الآيلة للسقوط جراء العدوان تُهدّد حياة السكان المقيمين بقربها خاصة في الشتاء.

وأوضح عياش أنّ قطاع غزة بحاجة إلى حلول أخرى غير الخيام لحماية السكان من الظروف الجوية القاسية، داعيًا إلى إدخال بيوت متنقلة إلى القطاع لمواجهة المنخفضات الجوية الحالية.

واقع انساني يزداد صعوبة مع كل منخفض جوي

وفي هذا السياق، قال مراسل التلفزيون العربي في غزة، أحمد البطة، إنّ الواقع الإنساني في القطاع يزداد صعوبة مع كل منخفض جوي، وسط جهود متواضعة يبذلها جهاز الدفاع المدني وفق الإمكانيات المتاحة، مذكرًا بأنّ قدرات الدفاع المدني تعرّضت لتدمير كبير بفعل الاحتلال الإسرائيلي، ما يحدّ من قدرته على الاستجابة للحالات الطارئة وإنقاذ العائلات المتضررة.

وأشار مراسلنا إلى أنّ ما يصل إلى القطاع من مساعدات ما يزال في الحد الأدنى ولا يترك أثراً ملموسًا على المشهد العام أو على احتياجات العائلات المنكوبة. فعدد الشاحنات التي تدخل لا يتجاوز 220 شاحنة يوميًا، في حين تشير التقديرات إلى أن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وأضاف أنّ غالبية الشاحنات التي تدخل ذات طابع تجاري، وليست مساعدات إنسانية، ما يستدعي، بحسب قوله، تقنين ما يدخل إلى القطاع وإعادة ترتيب الأولويات من قبل المنظمات الدولية، لضمان توفير مستلزمات الإيواء والغذاء والدواء للعائلات النازحة.

منازل مهددة بالغرق والانهيار

كما أدت المنخفضات الجوية الأخيرة إلى سقوط عدد من المنازل الآيلة للسقوط، بعد عودة بعض العائلات إليها رغم تعرضها سابقاً للتدمير، في ظل غياب البدائل السكنية.

وفي هذا السياق، أوضح مراسل التلفزيون العربي أنّ بعض هذه المساكن كانت قابلة للسكن لفترة محدودة، لكنّها تضررّت مجددًا بفعل استمرار عمليات التفجير والارتدادات الناجمة عنها، إلى جانب تأثير المنخفضات الجوية الأخيرة.

وأضاف أنّ احتمالية غرق هذه المنازل أو انهيارها مرتفعة جدًا، في ظل غياب شبه كامل للبنية التحتية، وتعطّل شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، ما ينذر بتفاقم المخاطر على حياة السكان مع استمرار موسم الشتاء

ونوه البطة إلى أنّ الأولوية الآن مع استفحال فصل الشتاء تتمثّل في ادخال الإيواءات الجاهزة والمزلقانات، إلى جانب الحاجيات الأساسية للأسر التي باتت مفقودة نتيجة النزوح الواسع وتمر المنازل ، خصوصًا مع تكرار المنخفضات الجوية التي تُغرق القطاع وتكشف عمق الكارثة الإنسانية.