تحوّلات كبرى بموازين القوى في الجيش الأميركي.. كيف تنعكس على الشرق الأوسط؟

تحوّلات كبرى بموازين القوى في الجيش الأميركي.. كيف تنعكس على الشرق الأوسط؟

Loading

تعمل وزارة الحرب الأميركية “البنتاغون” على وضع خطة لإعادة هيكلة القيادة العسكرية في الجيش الأميركي، في إطار عملية دمج كبرى يسعى إليها وزير الدفاع بيت هيغسيث.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنّ هذه الخطة تتماشى مع إستراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أعلنت أنّ الولايات المتحدة لن تتحمل عبء النظام العالمي وحدها، مضيفة أنّه إذا اعتُمدت، ستكون الخطة من أبرز التغييرات في البنتاغون منذ عقود.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر للصحيفة، إنّ هذه الخطة تأتي ضمن توجه الإدارة الأميركية لتحويل الموارد بعيدًا عن الشرق الأوسط وأوروبا والتركيز على نصف الكرة الغربي.

وتأتي إعادة التنظيم المحتملة في وقت بدأ فيه هيغسيث جهودًا أوسع لتقليص العدد الإجمالي للجنرالات والأدميرالات في الجيش. كما قام بإقالة ضباط رفيعي المستوى، وهدد آخرين بإخضاعهم لاختبارات كشف الكذب لتحديد ما إذا كانوا قد سرّبوا معلومات إلى وسائل الإعلام، وأبلغ آخرون بالاستقالة إذا لم تُعجبهم سياساته.

وقال مسؤول كبير في وزارة الحرب إنّ الخطة تسعى إلى تسريع عملية اتخاذ القرار وتحسين السيطرة على القوات، في ظل ملاحظات عن وجود “تدهور” في أسلوب القيادة الحالي.

بنود الخطة

وتهدف الخطة وفق المصادر ذاتها، إلى خفض عدد مقرات القيادة العسكرية العليا من 11 إلى 8، وتقليص عدد الجنرالات ذوي الأربع نجوم، وإنشاء قيادتين جديدتين تدمج فيها القيادات السابقة:

  1. الأولى باسم “القيادة الدولية الأميركية” (U.S. International Command) وتضمّ القيادة المركزية “سنتكوم” والقيادة الأوروبية الأميركية (EUCOM) والقيادة الأميركية في أفريقيا (AFRICOM)؛
  2. الثانية باسم “قيادة الأميركتين” التي ستشمل القيادة الشمالية والجنوبية.

وأوضحت الصحيفة أنّ الخطة تقضي بالإبقاء على القيادات المقاتلة الأخرى وهي: قيادة المحيطين الهندي والهادئ الأميركية، والقيادة السيبرانية الأميركية، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية، وقيادة الفضاء الأميركية، والقيادة الاستراتيجية الأميركية، وقيادة النقل الأميركية.

مخاوف أمنية

وأثار الدمج المقترح للقيادات تحت مظلة “القيادة الدولية الأميركية” مخاوف من إضعاف الخبرة الإقليمية التي توفّرها القيادات الحالية، وفقدان القدرة على التعامل مع التهديدات المتنوعة في مناطق مختلفة من العالم.

وأعرب تشاك هيغل الذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عن مخاوفه من طموحات إدارة ترمب. وقال للصحيفة إنّ هناك ديناميكيات واحتياجات وتهديدات أمنية مختلفة في أنحاء العالم.

وأضاف هيغل: “العالم لا يصبح أقل تعقيدًا. أنت بحاجة إلى قيادات لديها القدرة على منع المشكلات قبل أن تتحول إلى أزمات كبيرة، وأعتقد أنك تفقد بعض ذلك عندما توحد أو تدمج عددًا كبيرًا من القيادات”.

وتحتاج الخطة إلى موافقة وزير الحرب بيت هيغسيث والرئيس دونالد ترمب قبل التنفيذ، إضافة إلى تقديم تفاصيل دقيقة للكونغرس حول التكاليف والتأثيرات على التحالفات الأميركية.