![]()
في شمال غرب سوريا، يعبر سكان بلدة النيرب عن فخرهم بشجاعة ابن قريتهم أحمد الأحمد، “بطل” شاطئ بوندي، الذي تمكن من وقف أعنف هجوم تشهده أستراليا منذ عقود بعدما جرد أحد المهاجمين من سلاحه.
وقتل مسلحان، هما أب وابنه، 15 شخصًا وأصابا 42 آخرين عندما أطلقا النار على المحتفلين بعيد حانوكا اليهودي على الشاطئ الشهير مساء الأحد الفائت، في هجوم قالت السلطات الأسترالية إنه “مدفوع بأيديولوجية تنظيم الدولة”.
أحمد الأحمد فخر عائلته في سوريا
وجازف السوري أحمد الأحمد الذي يعيش في أستراليا منذ عام 2007، بحياته حينما باغت أحد المسلحين وانتزع منه سلاحه مانعًا بذلك وقوع مزيد من الضحايا.
وفتح ساجد ونجله نافيد، المدرج في سجلات الهجرة الأسترالية على أنه مواطن أسترالي بحسب السلطات، النار على حشد كان يحتفل بعيد الأنوار اليهودي.
وفي قرية النيرب بمحافظة إدلب، قال المزارع محمد الأحمد (60 عامًا) لوكالة “فرانس برس”، اليوم الثلاثاء، “كنت أتصفح هاتفي ورأيت مقطع فيديو، خُيّل إليّ أنني أرى ابن شقيقي، فاتصلت بأبيه وأكد لي أن أحمد هو من انتزع السلاح”.
وأضاف الرجل “هذه الحادثة أحدثت ضجة عالمية، فهو من سوريا ومسلم ولم يكن لديه أي دافع سوى الشهامة والبطولة والمروءة… هذا العمل فخر لنا وفخر لسوريا”.
وتصدّر اسم أحمد الأحمد وسائل الإعلام في أستراليا وحول العالم، بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو يتنقل بين سيارات متوقفة ليصل إلى أحد المهاجمين من الخلف وينتزع سلاحه قبل أن يصاب برشقات أطلقها المهاجم الثاني.
شجاعة أحمد الأحمد “مصدر إلهام لجميع الأستراليين”
وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بشجاعة أحمد عندما زاره الثلاثاء في المستشفى، قائلاً إن “شجاعته مصدر إلهام لجميع الأستراليين“.
وبحسب عمه، سافر أحمد الأحمد، وهو أب لطفلتين، من النيرب إلى أستراليا عام 2007، حيث عمل في البناء قبل أن يفتتح محلًا لبيع الفواكه والخضار في سيدني.
ومنذ أكثر من شهرين، سافر والداه من النيرب لزيارته وما زالا هناك.
وترك أحمد خلفه منزلًا مهجورًا بلا نوافذ أو أبواب، وقد تصدّع سقفه جراء القصف.
وفي غرفة متواضعة بالقرية التي طالها القصف خلال السنوات الماضية، تردد جدته المسنّة بصوت خافت: “الله يرضى عليه ويوفقه”، معبّرة عن اشتياقها له.
وفي شوارع النيرب، التي بدأ بعض سكانها بإعادة إعمار منازلهم المهدمة، تتردد سيرة أحمد على كل لسان، والجميع يتمنى له الشفاء العاجل.
وقال عبد الرحمن المحمد (30 عامًا) بينما كان يعمل في ورشة لإصلاح إطارات السيارات “نحن نفتخر بما قام به أحمد، ابن قريتنا، إنه مصدر فخر لنا، وما فعله عمل بطولي لا يستطيع أيٌّ كان أن يقوم به”، مشيدًا به لأنه أنقذ “أرواحًا بريئة”، وأضاف: “نسأل الله له الشفاء العاجل”.
وأمام منزله، بينما كان يفرز صناديق التفاح من إنتاج حديقته، استعاد يوسف العلي (45 عامًا) ذكرياته مع صديقه أحمد والسهرات الطويلة التي غلبت عليها أجواء الفرح والضحك قبل سفره.
وقال “عندما رأيته على فيسبوك مصابًا انزعجت كثيرًا، لكنه قام بعمل بطولي”.
وأضاف “هو رجل شجاع منذ زمن وصاحب نخوة… إنه مدعاة فخر لنا ولكل سوريا”.
منفذا هجوم بوندي ورحلة الفلبين
وكانت الشرطة الهندية أعلنت اليوم الثلاثاء أن ساجد أكرم، أحد منفذَي اعتداء شاطئ بونداي في أستراليا هو مواطن هندي غادر البلاد قبل 27 عامًا.
وقالت الشرطة في ولاية تلنكانة جنوب الهند في بيان إن “أصول ساجد أكرم من حيدر أباد، الهند.. هاجر إلى أستراليا بحثا عن وظيفة قبل نحو 27 عامًا في نوفمبر/تشرين الثاني 1998”.
وقال مكتب الهجرة في الفلبين اليوم الثلاثاء، إن المسلحيْن المتهمين بتنفيذ إطلاق النار الجماعي بشاطئ بونداي في سيدني سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على متن الرحلة (بي.آر212) للخطوط الجوية الفلبينية من سيدني إلى مانيلا ومنها إلى مدينة دافاو.
وذكر المتحدث باسم المكتب أن ساجد أكرم (50 عامًا)، وهو مواطن هندي مقيم في أستراليا، سافر بجواز سفر هندي، بينما استخدم ابنه نافييد أكرم (24 عامًا)، وهو مواطن أسترالي، جواز سفر أستراليا. ووصلا معًا على متن تلك الرحلة.
وغادر الرجل وابنه في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت على نفس الرحلة من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني قبل الهجوم بأسابيع.
